حظر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاثنين في خطاب أمام مجلسي البرلمان في فرساي ارتداء البرقع والنقاب في فرنسا، معتبرا أن ارتداء هذا اللباس الإسلامي "علامة استعباد" للمرأة ولذلك فإنه "غير مرحب به" في أراضي الجمهورية الفرنسية. وينتشر البرقع خصوصا في أفغانستان ولكن النقاب منتشر في معظم الدول العربية والإسلامية. * * وأسرف ساركوزي في الحديث عن هذا اللباس قائلا : "لا يمكن أن نقبل في بلادنا نساء سجينات خلف سياج ومعزولات عن أي حياة اجتماعية ومحرومات من الكرامة. وهذه ليست الرؤية التي تتبناها الجمهورية الفرنسية بالنسبة لكرامة المرأة". على حد قوله.. كما أعرب الرجل الأول في قصر الاليزيه عن تأييده لقيام لجنة تحقيق حول مصير الحجاب الكامل في فرنسا التي كان طالب 60 نائبا بها في خطوة أعادت مجددا الجدل حول العلمانية الموضوع الحساس في فرنسا. وأكد ساركوزي "أن العلمانية ليست رفضا للديانات بل مبدأ يقوم على الحياد والاحترام". مشيرا إلى أنه في الجمهورية يجب احترام الدين الإسلامي بنفس قدر احترام باقي الأديان".. ويوم السبت الماضي أيد الرئيس الفرنسي "حرية المسلمات في وضع الحجاب"، على غرار ما أكده نظيره الأمريكي باراك أوباما في خطابه في القاهرة، مبديا في الوقت نفسه تحفظات لكن بدون ذكر قانون حظر الحجاب في المدارس. وقال ساركوزي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أوباما في كان شمال غرب فرنسا قبيل مراسم الذكرى الخامسة والستين لإنزال القوات الحليفة على شواطئ النورماندي "إنني أوافق كليا على خطاب الرئيس اوباما بما في ذلك مسألة الحجاب". * وكان منع الحجاب في المؤسسات الفرنسية قد أثار انتقادات واسعة من طرف العرب والمسلمين الذين اتهموا هذا البلد بممارسة العنصرية والإقصاء عكس معظم الدول الغربية التي تعطي الأقليات الدينية حقوقها .. مع العلم أن فرنسا تأوي جالية مسلمة كبيرة وخاصة تلك المنحدرة من دول المغرب العربي وبينها الجزائر. * ومن جهة أخرى، أعلن الرئيس الفرنسي انه سيدخل غدا الأربعاء تعديلا وزاريا على الحكومة. وتشير الصحف الفرنسية والطبقة السياسية في هذا البلد أن التعديل الحكومي سيكون بسيطا، حيث ستكون هناك تغييرات طفيفة، وهو ما يطالب به رئيس الوزراء فرانسوا فيون. وبحسب مسؤول رفيع المستوى في الأغلبية الحاكمة فإن الرئيس نيكولا ساركوزي يشعر أن شعبيته ازدادت وتعززت مع نجاح حزبه "الاتحاد من أجل حركة شعبية" في الانتخابات الأوروبية وبالتالي فإنه لا يرى جدوى من إجراء تغيير كبير في منتصف فترة ولايته. ويرى مراقبون أن التغييرات ستطال وزيرين تم انتخابهما إلى البرلمان الأوروبي وهما وزيرة العدل رشيدة داتي وميشال بارنييه وزير الزراعة. وكانت المعارضة الاشتراكية وزعيمها غرار فرانسوا هولاند قد شن هجوما عنيفا على الرجل الأول في قصر الاليزيه، وقال إن ساركوزي سيلقي "خطابا ملكيا"، كما تحدث عن بيار موسكوفيتشي، وهو اشتراكي أيضا اشتراكي عن ما أسماه "ممارسات جمهورية موز" لأن الرئيس لن يبقى في قصر فيرساي بعد إلقاء خطابه لسماع مداخلات النواب.