تونس..القبلة الأقرب لسكان المناطق الشرقية للبلاد شرع الجزائريون في اجتياح البلد الجار تونس بإنزال مكثف لم تعقهم فيه لا الأزمة العالمية ولا أي اعتبارات أخرى، فبالنسبة للجزائريين، تونس بلد سياحي يستهويهم ويستحق الزيارة حتى ولو في أوج الأزمة. * * قبل وصولنا للمركز الحدودي أم الطبول، كنا نعتقد أن نجده خاويا باعتبارنا في النصف الأول من شهر جويلية والموسم السياحي لم يبلغ ذروته بعد، لكن عند وصولنا لهذا المعبر، المفاجأة كانت حاضرة بتسجيلنا للعدد المكثف للسيارات الرابضة بمرآب المعبر، ومن الوهلة الأولى يبدو أن أغلبية الوافدين من الشرق الجزائري ومن الجنوب، خاصة بسكرة والوادي. وعند دخولنا للمركز، كان الطابور حاضرا وأول ما لفت انتباهنا أن غالبية الحضور من المهاجرين الذين نزلوا هذه المرة بقوة وبالنسبة إليهم الجزائر فرصة لرؤية الأهل والأقارب، بينما الاستجمام يكون في تونس، لأن الثقافة السياحية متطورة وبتكلفة أقل مما هي عليه في بلدان أخرى، وهو الأمر الذي أكدته لنا مهاجرة جزائرية مقيمة بفرنسا جاءت رفقة أبنائها لقضاء العطلة بتونس. حيث تقول أنها اعتادت على زيارة تونس بالتعامل مع شركة سياحة وأسفار الجزائر التي توفر لها كل ظروف الإقامة المريحة. وبالنسبة اليها العطلة السياحية لا علاقة لها بالأزمة العالمية، لأنها لا تحس بأي تغيير في مدخولها وفي مصاريفها. كما ان انفلونزا الخنازير لا تشكل بالنسبة إليها أي عائق، لأن الكل دخل الى تونس ولم يتم تسجيل أي مكروه من هذا، وتقول السيدة إذا كان الداء لا بد وأن يصيبك فسيدركك حتى وأنت في عقر دارك وكل شيء بيد الله. هذا الانطباع وجدناه تقريبا عند أغلبية المتواجدين بالمركز سواء المهاجرين أو المقيمين بالجزائر والذين تحدثنا إليهم بالمركز الحدودي أم الطبول. واستخلصنا من كلامهم أن الجزائريين لا توقفهم لا الأزمة العالمية ولا أي نوع من الأنفلونزا. * وحسب مسؤولي شرطة الحدود الذين تحدثنا إليهم فإن الموسم السياحي انطلق بقوة هذا العام على اعتبار أن شهر رمضان سيتزامن مع شهر اوت ولذلك فأغلبية الجزائريين برمجوا عطلتهم في شهر جويلية وحسب الإحصائيات الرسمية فإن المركز الحدودي يسجل في الوقت الحالي معدل 6000 سائح جزائري يدخلون تونس في اليوم الواحد (عبر أم الطبول فقط) وهو رقم معتبر يؤكد عدم تأثر الجزائريين بأي عامل، وحسب محدثينا فإن الرقم مرشح للارتفاع مع مرور الأيام وسيصل الى 12000 زائر في اليوم وهو العدد المرتقب قبل حلول شهر رمضان المعظم. * والملفت للانتباه انه بالرغم من هذا العدد المعتبر، إلا أن الجهود الكبيرة التي يبذلها أعوان الجمارك وشرطة الحدود سهلت الحركة على الجميع. حيث تعرف عملية المراقبة سرعة في الأداء وبالتالي فإن الانتظار لا يستغرق وقتا طويلا. وكل شيء يتم في هدوء. وإذا كانت الأمور تسير بصفة عادية بالنسبة للمقيمين في الجزائر فإن المراقبة تكون صارمة بالنسبة للمهاجرين خوفا من السيارات التي يدخلون بها والتي ينبغي التفطن لوثائقها والتأكد من صحتها. واما بالنسبة لمركز ملولة التونسي، فقد تم تغيير موقع بنايته وأصبح على اتصال مباشر بالمركز الجزائري بعد ما كان في السابق يبعد ببضع كيلومترات، والملاحظ هنا أيضا ان الذهنيات تغيرت، حيث تحسنت المعاملة مع الجزائريين وحتى المراقبة لم تعد تستغرق وقتا طويلا، وأصبحت ترافقها عبارات الترحاب بالإخوة الجزائريين. وحسب الأعوان التونسيين فإن عدد الوافدين متوسط وهم يترقبون ارتفاعه خلال الأيام القليلة القادمة. * ونحن ننتقل بين ترابي البلدين، جلبتنا ملاحظة وهي أن سواحل مدينة القالة الجزائرية وطبيعتها كانت أروع بكثير مما هو موجود في تونس وهذا باعتراف التونسيين أنفسهم، ورغم ذلك فإن التوافد يسير في اتجاه واحد ولا أحد فكر في النهوض بالسياحة الجزائرية.