فيما انشغل كثير من العرب في المدة الأخيرة، بحادثة وفاة ملك البوب مايكل جاكسون إلى درجة أن إحدى التونسيات انتحرت حزنا عليه، وتجرّأ صحفي بقناة mbc السعودية على القول أنه... "من كان يحب مايكل، فإن مايكل قد مات، ومن كان يعشق البوب فإن البوب حيّ لا يموت"؟!، موظفا جزءا أساسيا من التراث الديني الإسلامي، وفي الوقت الذي خصصت فيه العديد من الفضائيات العربية أخبارها وبرامجها الموسيقية لمايكل. * كما نشرت العديد من المواقع الالكترونية مقالات ومواضيع تبحث فيها فرضية مقتله أو إسلامه، مرت قضية المصرية مروة الشربيني في الإعلام مرور الكرام، ولم نسمع رد فعل عربي أو إسلامي واحد، شعبيا أو رسميا عن الحادثة، اللهم إلا مظاهرتين يتيمتين في إيران وأندونيسيا، رغم أن مروة لا تحتاج إلى دليل لإسلامها مثل مايكل، لا بل إنها قُتلت أساسا، لأنها مسلمة؟! * مروة الشربيني، قضت طعنا بالسكين أمام أنظار ابنها مصطفى البالغ من العمر 3 سنوات، وبين أحضان زوجها الذي حاول إنقاذها، لكن دون جدوى، ثم هل تعلمون، يا من وفرتم دموعكم وأحزانكم لمايكل وأتباعه، أين وقعت الجريمة؟! فهي لم تقع في شارع مظلم في برلين، ولا في مقهى أو سكن أو حتى في ملهى.. بل داخل محكمة، بجلالة قدرها وعظمة هيبتها، أما جريمة مروة الوحيدة التي قتلها شاب ألماني من أصل روسي، فهي رفعها قضية ضد شخص ألماني وصفها بالإرهابية في خلاف حول أرجوحة أطفال؟! * تُرى، كم واحدا من المسلمين يعلم حقيقة ما وقع لمروة الشربيني؟ وكم من شخص يعرف وجهها أو رأى جنازتها أو أدرك معاني مأساتها؟ هل بكينا عليها مثلما تستحق؟ أم فينا من يغيّر القناة بمجرد مشاهدتها في التلفزيون؟ هل غيرت مأساة شهيدة الحجاب شيئا ما في داخلنا؟ ألا تستحق مروة جائزة شعبية باسمها للمحجبات؟ ما موقف دعاة السفور ومانعي الحجاب والاحتشام في البلدان العربية والإسلامية من الحادثة؟ لماذا لم نسمعهم منذ الفاتح جويلية، تاريخ الجريمة؟! * بعض العرب فكروا في مروة تجاريا فقط، قرروا أن يحولوا قصتها إلى مسلسل تلفزيوني "..."، آخرون رفعوا سقف الجهاد دفاعا عن مروة، فقرروا إنتاج فيلم سينمائي ضخم، لا نعرف من ستتولى تمثيل وأداء البطولة فيه؟ هل ستكون سافرة في حياتها، أم ملتزمة مثل مروة أمام الكاميرا؟ هكذا هم العرب الجدد، لا يفرقون بين المأساة والملهاة، ولا بين مروة الشربيني وسوزان تميم؟! * حتى الشارع، قد يخرج للهتاف من أجل نصرة فريقه الكروي، ولكنه لا يخرج من أجل نصرة شرفه الذي أُهدر داخل محكمة ألمانية؟! ربما لأن الأمر لا يستحق، أو ربما انه يستحق، ولكن الشارع في حاجة إلى قتل مروة ثانية، وربما ثالثة ورابعة..، حتى يدرك أن القصة ليس مجرد حادثة؟!