سلط تحقيق حديث بعنوان ويب ديالنا، الأكبر من نوعه في الجزائر، الضوء على واقع استعمال الأنترنت في الجزائر وطبيعة المشتركين فيه وتطلعاتهم، كاشفا النقاب عن العديد من نقاط التحسن والضعف، حيث تبين بأنه، وبالرغم من ازدياد عدد المشتركين الجزائريين في الشبكة العنكبوتية خاصة من المنازل، إلا أنهم يبقون سلبيين ولا يساهمون في إثراء محتواها، ويكتفون فقط بالإطلاع على البريد الإلكتروني أو البحث عن المعلومة. * تشهد الجزائر حاليا وثبة في استعمال الأنترنت وزيادة مذهلة في عدد المشتركين في الشبكة، خاصة وأن البيوت تتجهز أكثر فأكثر بوسائل الإعلام الآلي وبالتقنيات الإلكترونية، إذ تحصي الجزائر حوالي 600 ألف اشتراك منزلي بالانترنت، 86 بالمائة منهم في نظام (آ دي آس آل) * وفي هذا السياق، كانت الحاجة إلى إجراء دراسة تقف على واقع وآفاق وسائل الإعلام والاتصال، أكثر من ضرورية، فبادرت كل من مؤسسة (إيدياتيك) و(ميد أند كوم) المختصتين في هذه التقنيات، في 22 جوان الفارط، إلى إجراء تحقيق بعنوان "ويب ديالنا"، هو الأكبر من نوعه في الجزائر كونه شمل 5944 مشترك في الأنترنت من خلال استبيان إلكتروني نُشر عبر العديد من المواقع الجزائرية الشعبية والمشهورة طيلة 5 أسابيع. * وفي سبتمبر الحالي، تم الكشف عن أولى نتائج الاستطلاع التي تخص أساسا مدى استعمال الأنترنت انطلاقا من الهاتف النقال، وطبيعة مستعملي هذه التقنية ومستواهم التعليمي والثقافي وأكثر المحتويات التي يتصفحونها والإشهار والتجارة الإلكترونية. * الدراسة تفاءلت بالإقبال على استعمال الشبكة العنكبوتية وبوعي مستخدميها بضرورتها في الوقت الراهن، حيث تبين أن 75 بالمائة من مرتادي الأنترنت يرون أن هذه الوسيلة ضرورية وهامة، و90 بالمائة منهم أقرّوا بأنها دخلت يومياتهم منذ سنة على الأقل، وأنهم يرتادون على الشبكة على الأقل مرة في اليوم ويبحرون فيها على الأقل ساعة إلى ساعتين يوميا. * وركزت هذه الدراسة على أن نشاط هذه الفئة على الانترنت سلبي ويقتصر خصوصا على التواصل بالرسائل الالكترونية بنسبة 82.6 بالمائة، والدردشة بنسبة 42.5 بالمائة، و33.8 بالمائة يشاركون في المنتديات، مقابل 33 بالمائة يجرون مكالمات عبر الانترنت وخصوصا عبر السكايب. كل هذا دون أن يساهموا في إثراء المحتوى الالكتروني، حيث أكد 82.2 بالمائة منهم أنهم يرتادون على مواقع المشاركة بالفيديو على غرار يوتوب، لكن 23.5 بالمائة منهم فقط يشاركون ويساهمون في إرسال الصور والفيديوهات، في حين أن 40.6 بالمائة فقط يملكون صفحة شخصية أو مساحة أو موقعا على الانترنت. * وإن ذكرت الدراسة بأن المواقع الإخبارية التي تخص مواضيع الساعة والتكنولوجيات الجديدة ومواقع الخدمات المتعلقة بمحركات البحث والتحميل والشغل هي أكثر المواقع التي يزورها الجزائريون، فإن أكثر من نصف المشتركين (57.9 بالمائة) يزورون المواقع المتعلقة بالشبكات الاجتماعية، على رأسها الفايس بوك بنسبة بلغت 44 بالمائة. * الدراسة لم تخف قلقها من ضعف استعمال الانترنت انطلاقا من الهواتف المحمولة، خاصة وأنها خلصت إلى أن 31 بالمائة فقط من المشتركين في الانترنت يتواصلون عبر هواتفهم، وهو ما عزوه إلى الاتصال البطيء والأسعار التي يعتبرونها مرتفعة جدا، 79 بالمائة منهم يدخلونها لتحميل الرنات والألعاب و58.8 بالمائة للاطلاع على البريد الالكتروني، في حين يتواصل أكثر من منتصف المشتركون من بيوتهم، و24.6 بالمائة من العمل، و3.72 بالمائة عبر مفاتيح الانترنت التي يوفرها متعاملو النقال. * وكشفت الدراسة بأن الرجال أكثر ارتيادا للأنترنت من النساء، حيث يشكلون 74.2 بالمائة مقابل 25.8 بالمائة نساء، من مختلف الأعمار، وإن أشار إلى أن 6 أشخاص من 10 تقل أعمارهم عن 40 سنة، وأن الفئة العمرية الأكثر استعمالا لها تتراوح بين 20 و29 سنة بنسبة 29.2 بالمائة، تليها فئة 30 و39 سنة ب23.3 بالمائة، ثم 40 و49 بالمائة ب21.7 بالمائة وأقل من 19 سنة ب9 بالمائة. * أما بخصوص المستوى التعليمي والمهني، فإن ثلثي المشتركين (66.2 بالمائة) جامعيون، و69.1 بالمائة يعملون، 19 بالمائة لا زالوا طلبة، مقابل 11.9 بالمائة بطالون.