اثنتان وعشرون دولة في افريقيا مهددة بالموت جوعا، فيما تشهد اسعار المواد الغذائية الاساسية ارتفاعا جنونيا وبدأ الجنرال (جوع) يأهب امعاء الفقراء بسياطه ليخرجوا الى الشوارع منتفضين يحرقون ويدمرون بقية ما لبلدانهم من مؤسسات مدنية واقتصادية ليزيدوا بذلك الطين بلة.. * النظام الرأسمالي الجشع القائم على التصنيع الاستحواذي الحربي أو التقني جعل نصب عينيه احتكار أسرار التقدم وأرهق دول الجنوب باستنزاف أموالها في اقتناء ما لا حاجة لها به من طائرات حربية وأسلحة متطورة تصبح كلها خردة بعد مضي الوقت أو اذا حاولت استخدامها ضد مصالح الاستعماريين الكبار.. في حين تراجعت مشاريع التنمية الزراعية في بلداننا العربية ودمرت في افريقيا. * تعتبر مصر وبلاد الشام وسهول الجزائر مناطق نموذجية لزراعة القمح، فلقد ذكر لنا القرآن الكريم كيف كانت مصر موردا أساسيا لشعوب المنطقة في مواد غذائهم الاساسية ويحدثنا التاريخ ان سهل حوران ببلاد الشام كان مخزنا للامبراطورية الرومانية، كما كان سهل الحضنة مخزن اوروبا من القمح وكانت بلاد العرب من نخيلها وموادها الاساسية تحقق اكتفاء ذاتيا حتى هجر فلاحوها قراهم ومزارعهم وهرعوا الى المدن بحثا عن التوظيف في مؤسسات مردودها استهلاكي ضمن نموذج اقتصادي تقليدي جعل من اليد العاملة يدا عاطلة، ولنكتشف في المحصلة ان لا مصانع ولا مزارع إنما اعتماد على الاجنبي.. * نعرف كيف فعل المستعمر الفرنسي بسهول الحضنة وكيف دمر القدرة الإنتاجية وكيف دمر سهل حوران ونعرف كيف حول المستعمر البريطاني والفرنسي والغربي عموما بلاد العرب والمسلمين الى بلاد أحادية المنتوج الزراعي ذلك لكي يحطموا امكانيات استغنائها عنه في مواد غذائها الرئيسية ولكي يتحكم هو في بيع المواد الغذائية من هنا الى هنالك ولكي يمارس سمسرته بالقوة.. * الان يشهد العالم موجة غلاء فاحش تجتاح العالم وسيكون الجنوب، لاسيما افريقيا المنهوبة، مسرحا لمجاعات قد تودي بالملايين تحت طائلة المرض والموت.. ولا يمكن توقع حجم الكارثة الانسانية التي ستحل بالمسلمين وهم اليوم لا يملكون من امر دنياهم شيئا.. * ان هناك مخططا جهنميا يمارسه المستعمرون من نشر الامراض الخبيثة في افريقيا وجعل الناس هناك تجارب بشرية للقاحات وللمعامل الصيدلة الغربية، كما ان هناك مخططات للتطهير العرقي لغير البيض ويغطي ذلك سيل من التقارير العلمية التي تصنف البشر عرقيا.. والان جاء دور التجويع حتى الموت واذا بالنظام الرأسمالي يتقدم خطوة جديدة نحو تركيع الشعوب وتدمير مستقبلها.