دار الشعب رفضت الاتحادية الوطنية لعمال التربية المنضوية تحت لواء المركزية النقابية الجلوس إلى طاولة الحوار والتفاوض مع النقابات المستقلة، تبعا لدعوة وزير التربية الوطنية، أبو بكر بن بوزيد، حيث تخلفت الاتحادية عن اللقاء الثلاثي، أول أمس، الذي كانت معنية به برفقة نقابتي "إينباف" و"كنابست"، وهو ما دفع الوزير بن بوزيد إلى إلغاء اللقاء وتأجيل الفصل في ملف الخدمات الاجتماعية لوقت لاحق. * وعبرت نقابتا الاتحاد الوطني لعمال التربية المستقلة والمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، أمس، في تصريح ل"الشروق"، عن تذمرها من موقف اتحادية التربية بالتغيب عن اللقاء، وطالبت وزير القطاع بالفصل في ملف الخدمات الاجتماعية بإصدار قرار يقضي بإسناد مهمة تسيير الخدمات إلى لجان منتخبة من قبل الأساتذة والمعلمين في الأطوار التعليمية الثلاثة، ويكون لها تمثيل نسبي لجميع أسلاك التربية، على غرار اللجان المتساوية الأعضاء. * وقال، مسعود عمراوي، المكلف بالإعلام بالاتحاد الوطني لعمال التربية أن النقابتين المستقلتين ترفضان تسيير الخدمات الاجتماعية من قبل الإدارة أو النقابة، وتعتبران بأن دور الإدارة والنقابات يقضي بضمان المتابعة والاطلاع على الحصيلة المالية السنوية لنشاط اللجنة المنتخبة، معتبرا أن ذلك من شأنه ضمان الشفافية ونزاهة التسيير، متهما، في الوقت ذاته، اللجنة الوطنية للخدمات الاجتماعية بسوء التسيير، على حد تعبيره، مضيفا "لدينا ملف أسود عن الخدمات الاجتماعية". * وحذرت النقابتان المستقلتان الوصاية مما أسمتاه التلاعب بالملف، وركزتا على مطلب إصدار قرار يقضي بالفصل في الملف من خلال قبول مقترحات اللجنة المشتركة التي تضمنت نقطتين، الأولى تخص إبعاد تسييرها عن الهيمنة النقابية "من أجل خدمة عمال قطاع التربية دون تمييز"، والثانية تخص "ترشيد النفقات لضمان انجاز مشاريع كبرى كبناء مستشفى من شأنه التكفل بذوي العاهات"، وأشارت النقابتان إلى حجم الغلاف المالي الذي ترصده السلطات العمومية للخدمات الاجتماعية لقطاع التربية المقدر ب 684 مليار سنتيم سنويا. * وسيعقد الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين لقاء، يوم 26 فيفري، من أجل استكمال ملف طب العمل، فيما ستقرر دورة المجلس الوطني للنقابة، يومي 14 و15 فيفري، لاتخاذ القرار بخصوص إمكانية العودة إلى الحركة الاحتجاجية. * ويشار أن النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني دعت باقي النقابات المستقلة بما فيها "اينباف" و"كنابست" للتنسيق من أجل توحيد الحركة الاحتجاجية بقطاع التربية ولدعم إضرابات نقابات قطاع الصحة التي لاتزال مستمرة، ورحبت النقابتان بالدعوة، على أن لا يعلن التاريخ للإضراب بشكل انفرادي.