تنشر"الشروق" تفاصيل قضية سرقة 31 قطعة سلاح من المخزن المركزي بمقر الأمن الولائي بالجزائر العاصمة، والمتابع فيها عدد من ضباط الشرطة، حيث خلصت التحقيقات إلى أن المتهم "م.ف"، موظف شرطة برتبة محقق، ومسؤول سابق عن المخزن، قام ببيع الأسلحة التي تم حجزها من طرف مصالح الأمن في عمليات متفرقة بالعاصمة وبومرداس وتيزي وزو. * وخلص التحقيق الذي قامت بها السلطات القضائية والمحال على غرفة الاتهام لمجلس قضاء العاصمة للفصل فيه، على أن المتورطين في هذه القضية قاموا بسرقة 31 قطعة سلاح من تلك المسترجعة من الجماعات الإرهابية وبيعها لأشخاص آخرين بأسعار متفاوتة. * تعود تفاصيل هذه القضية التي تناولتها "الشروق" في أعداد سابقة إلى بداية نوفمبر الماضي، عندما تم إعلام مصلحة الشرطة القضائية بأمن ولاية الجزائر عن اختفاء سلاح ناري فردي من نوع بيريطا 82 عيار/ 56_7 ملم بالمخزن المركزي للأسلحة بمقر الأمن الولائي، وكان هذا السلاح قد أودع بالمخزن بموجب وصل إيداع من طرف شرطي، بعد أن كان هذا الأخير في عطلة مرضية. * وبعد انتهاء عطلته تقدم المعني إلى مخزن الأسلحة لاسترجاع السلاح المذكور، فتبين اختفاؤه كليا، وبعد التحريات اتضح أيضا اختفاء سلاحين فرديين آخرين من نفس المخزن من نوع بيريطا 15 طلقة، وتبين كذلك اختفاء سلاح ناري جماعي متمثل في بندقية من نوع بيريطا عيار 21 ملم. * وبعد تكثيف التحريات تبين أنه بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة من سنة 2006، شوهد تواجد شخص غريب عن المصلحة يسمى "التوأم" برفقة المتهم "ف.م"، وكان هذا الأخير يحمل بيده بندقية داخل المخزن وشاهده زميله المتربص، وحين استفساره أخبره بأنه جلبها لتصليحها، وأنها ملك لعم صديقه "التوأم". * وأفضت التحريات إلى تورط "ف.م" مع المسمى "ي.ت" المكنى "التوأم"، حيث قام "ف.م" بسرقة عدة أسلحة نارية فردية عندما كان يعمل بالمخزن وباعها للمسمى "ل.إ"، وهو تاجر للمواد الغذائية بتيزي وزو بواسطة "ي.ت"، الذي تبين أنه توفي في حادث مرور، وبعد مواصلة التحريات اتضح أن المتهم "ف.م" قام بالاستحواذ على 25 سلاحا ناريا من مختلف الأنواع والعيارات وبنادق صيد وأغلال ومصباح يدوي كبير، بيعت كلها للمدعو "ل.إ" بواسطة "ي.ت" خلال سنة 2006. * متورط في قضية إرهاب اشترى مسدسين ب 41 مليون سنتيم مع تواصل التحريات، تبين قيام "ف.م" ببيع بندقية من نوع "سانتيتيان" للمدعو "ب س"، هذا الأخير متورط في قضية إرهاب، حيث سبق أن عثر لديه على أسلحة حربية، كما تبين أنه تحصل على مسدسين ناريين من المسمى "ي.ت" بمبلغ 41 مليون سنتيم، واستطاعت مصالح أمن دائرة مقلع بتيزي وزو إيقاف شخص بحوزته سلاح فردي من نوع بيريطا 9 ملم ممسوح الرقم. * وبعد إخضاع السلاح إلى الخبرة البليستية، تبين أنه من بين الأسلحة المسروقة من مخزن أمن ولاية الجزائر، حيث بعد سماع الطرف المدني المتمثل في "ج.ت"، ممثل رئيس أمن ولاية الجزائر، صرح أنه بتاريخ 2007/11/04، وعلى مستوى مصلحة العتاد، قسم الأسلحة، وعند حضور أحد أعوان الشرطة العامل بباب الزوار بالأمن العمومي لاسترجاع سلاحه الفردي، قام العون "م.ب" المكلف بالبحث عن السلاح المذكور، غير أنه لم يجده بمكانه. * وبعد البحث لمدة أربعة أيام قام الأعوان المكلفون بقسم الأسلحة بإنجاز تقرير، وبأمر من رئيس أمن ولاية الجزائر فتح تحقيق على مستوى الشرطة القضائية، حيث تبين اختفاء 13 قطعة سلاح من مخزن الشرطة، وتبين أن ذلك تم بعد قيام المتهم "ف.م" بالاستحواذ على الأسلحة المذكورة وبيعها لعدة أشخاص، كما اتضح وجود فوضى داخل مصلحة الأسلحة، كون عدد كبير من الأسلحة لم يتم تسوية وضعيتها وإرجاعها إلى المصلحة المركزية للعتاد، نظرا لأمور إدارية على عدة مستويات، كما تم استرجاع حوالي 7 قطع من الأسلحة من أصل 31 قطعة سلاح، كأسلحة فردية وبندقية صيد وبندقية بمضخة.