قتل سبعة أشخاص وأصيب 28 آخرون بجروح، السبت، في حادث سير بولاية المدية، ووقع الحادث إثر انحراف حافلة من نوع "إيسوزو"، على مستوى طريق متفرع من الطريق الوطني رقم 01 على مستوى إقليم بلدية بوغار. وكان ركاب الحافلة قادمين من بلدية أولاد هلال، ومتوجهين إلى قصر البخاري حيث حضروا احتفالا تقليديا يقام سنويا بأولاد هلال، ويعرف باسم "الطعم". وعن حيثيات الحادث تفيد شهادات متطابقة استقتها "الشروق" من عدد من الجرحى، أن السائق فقد التحكم في المركبة، بعد تعطل الفرامل، وهذا في حدود الساعة الواحدة والنصف ظهرا، وحينها أصيب بالهلع الشديد وصار يصرخ وسط الحافلة "الفرامل تعطلت.. الفرامل تعطلت!"، لتنتقل العدوى إلى الركاب الذي انتابهم الذعر، لاسيما وأن الحافلة كانت ساعتها على مستوى منحدر شديد الحدة، وتفيد الشهادات أن السائق الذي كان من بين الضحايا المتوفين، سعى، حسب اجتهاده، لتخفيف آثار الكارثة، حيث كانت الحافلة تواصل سيرها وفي طريقها لتبلغ مفترق الطرق، وتلج الطريق الوطني رقم 01 وحينها كان هناك احتمال كبير لاصطدام الحافلة بالمركبات التي تسير على الطريق المذكورة، إلا أن السائق تفطن إلى وجود كومة من التراب على حافة الطريق، من مخلفات أشغال تجري هناك، فحوّل الحافلة إلى اتجاه الكومة، ليصطدم بها معولا على أن يساعد التراب على امتصاص قوة الاصطدام، بدل مواصلة السير باتجاه الطريق الوطني. وقبل حدوث الاصطدام فتح السائق الباب وقفز من الحافلة طلبا للنجاة، تاركا الحافلة تواصل طريقها باتجاه كومة التراب، غير أنه تلقى إصابات بليغة أدت لوفاته لاحقا. أما الحافلة فقد انقلبت من شدة الاصطدام، ما أدى إلى سقوط القتلى والجرحى. وقدتوفي أربعة ركاب في عين المكان، فيما توفي ثلاثة بعد إجلائهم للمستشفى، أما الجرحى فحالة أربعة منهم خطيرة للغاية تطلبت تحويلهم إلى مستشفى محمد بوضياف بعاصمة الولاية. وتم إجلاء الضحايا في المرحلة الأولى، إلى مستشفى قصر البخاري، أين تحدثت "الشروق" إلى أحد الجرحى، حيث قال "لا أذكر إلا صراخ السائق الفرامل توقفت ، وقد أغمي علي ولم أفق إلا وأنا هنا بالمستشفى". وتعالت الأصوات بالمستشفى مشتكية من سوء التكفل بالضحايا، حيث تفتقر مصلحة الاستعجالات للإمكانات اللازمة، للتعامل مع ذلك العدد الكبير من الجرحى، فضلا عن قلة سيارات الإسعاف، حيث تمت الاستعانة بسيارات إسعاف، تتبع مؤسسات صحية من مناطق مجاورة. وقد تنقل والي الولاية ومسؤولون من مختلف القطاعات، إلى المستشفى لتفقد المصابين، وسير عملية التكفل بهم، فيما شهدت المنطقة هبة تضامنية واسعة من قبل السكان، الذين توافدوا على المستشفى عارضين التبرع بالدم لفائدة الجرحى، كما كان للمواطنين دور كبير في مساعدة الحماية المدنية على مستوى موقع الحادثة.