شيخ المدربين عبد الحميد كرمالي يرى شيخ المدربين عبد الحميد كرمالي أن ما يجري في محيط الفريق الوطني في الآونة الأخيرة لا يخدم كرة القدم، وأن الأصوات الداعية إلى وجوب التغيير على مستوى العارضة الفنية أو تدعيمها أمرا مستحيلا بالنظر للإنجاز الكبير الذي حققه المدرب الوطني رابح سعدان، وبالتالي فإن ترك الفريق يعمل في هدوء من مصلحة الجميع. اقتربت منه الشروق على عجالة وجرى الحديث التالي: * يواجه الناخب الوطني في الآونة الأخيرة ضغطا لا يوصف وتعالت أصوات تطالب بالتغيير أو تدعيم العارضة الفنية؟ * بدون شك هذه الأمور كانت متوقعة فهي ليست مفاجأة حتى وإن الناخب الوطني حقق إنجازا تاريخيا وأعاد الفريق الوطني إلى واجهة الأحداث القارية والدولية، سواء التأهل إلى كأس العالم بجنوب إفريقيا أو الوصول إلى المربع الذهبي في كأس أمم إفريقيا، فالحصيلة إيجابية جدا وفي صالح المدرب الوطني، وبالتالي فإن المطالبة بالتغيير انتحار والتشويش على عمله يؤثر سلبا على يوميات الفريق الوطني، نصيحتي "اتركوه يعمل ويتحمل المسؤولية التاريخية لوحده". * * لكن المطالبة جاءت بعد المواجهة الدولية ضد صربيا وبعد الوجه الشاحب جدا؟ * هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها، شاهدنا شوطا أولا متوسطا عموما، لكن الشوط الثاني كان كارثة حقيقية تعكس وجود خلل ما، وهي حقيقة لا يجب أن تغضب المدرب ومن حق الجماهير أن تغضب والصحافة أن تثور، لكن في حدود المعقول ولا يجب التشبث بالحل الراديكالي وهو التغيير. وأرى أن المدرب الوطني يعاني فعلا من عدم استقرار التشكيلة التي يغيب عنها التنسيق ويؤثر فيها الغياب لظروف كل لاعب. * * لكن حسب البعض فإن دعوات التغيير والتدعيم أثيرت مباشرة بعد إسقاطه قائمة 07 لاعبين ساهموا كثيرا في تحقيق الإنجاز، والتخلي عنهم جاء بطريقة لم ترق إلى مزاج الكثير؟ * كان من الأجدر وحسب معرفتي الشخصية برابح سعدان أنه غير متسرع وهادئ، فكان لزاما عليه تخطي هذه الإشكالية بنوع من الدبلوماسية والحكمة وتمرير التغيير في صمت بعيد عن الصخب الإعلامي، وبطبيعة الحال للاعبين امتدادات على أكثر من مستوى ومجال، وبالتالي فإنه الضغط المفروض عليه اليوم هو نتاج تصرف أراه أحمق أثر على اللاعبين وأفقدهم تركيزهم وهو ما لا يخدم كرة القدم. * * يرى البعض في هذا الأمر هو تضحية صريحة باللاعب المحلي؟ * لا يمكن السقوط في هذا الفخ، الركيزة الأساسية للفريق الوطني يجب أن تكون من اللاعبين المحليين البارزين بعيدا عن أي اعتبار، فمشكلة فريقنا الوطني كانت منذ عقود محصورة في الصراع الخفي بين اللاعب المحلي والمغترب، فعلى الرغم من قيمة اللاعب المغترب، وخاصة الجيل الحالي الذي ينشط في بطولة أوربية ذات قيمة، بمقدوره إعطاء إضافة حقيقية للمنتخب الوطني بتوظيف مهاراتهم العالية، ولا يجب الانصياع إلى الضغط ومراكزه لتجنب السقوط في فخ الغرور الذي ترسم معالمه وسائل الإعلام المختلفة وفق رؤيا تخدم مصالح شخصية لا غير. * فعلى المدرب الوطني أن يكون صنديدا ويتحمل عبء المسؤولية في صمت وتمرير رسائله في صمت أيضا. * لكن الواقع الحالي يضع وجود اللاعب المحلي على المحك؟ * هناك الكثير من أسماء اللاعبين المحليين التي لم تعط لها الفرصة كاملة لإبراز قدراتها، ولكن يجب دائما الفصل بحزم في مثل هذه الأمور والاستفادة من تجارب الماضي والوقوف على مدى استعداد أي لاعب دولي للتضحية من أجل النادي ولا أجد مثال يحضرني في الجزائر كمثال كريم ماروك ومنصوري ،لا يجب تجاهل هذا الأمر. * * لكن في الواقع إسقاط اسم عبد المالك زياية من قائمة الفريق الوطني هو حقيقة انتقاص من شأن اللاعب المحلي وتشكيك في الدوري برمته؟ * صحيح مثل هذا اللاعب الموهوب له مكانته بدون منازع في المنتخب الوطني، وأدى مواسم جيدة في فريقه وفاق سطيف، كان وراء تتويجات الفريق قاريا وسجل أهدافا كثيرة، ويكفيه أنه أحسن هداف الكاف ب 15 هدفا، وخسارة فريقه بضربات الجزاء وفي غيابه بمالي ليس أمر بسيطا، وبالتالي أنا أستغرب من موقعي إسقاط اسمه من المنتخب، وحقيقة لم تمنح له الفرص كغيره من الآخرين، والإجابة يعرفها سعدان وحده. من جهة أخرى فإن انتقاله إلى الدوري السعودي ضمن فريق محترم أحسن بكثير من بعض اللاعبين المغتربين، وأتنبأ له بمشوار كبير. * * احتل الفريق الوطني المرتبة الأولى لعام 2009 ضمن ترتيب الكاف، ما هي قراءتك لهذا الحدث؟ * ترتيب يجب أن يتبع بوضع الأقدام على الأرض، ترتيب ساهم فيه المدرب الوطني بقسط وافر، وبإمكاننا تحسين الترتيب دوليا باجتياز الدور الأول في كأس العالم إذا عملنا في صمت وبعيدا عن الفوضى، كما يجب التفكير في ما بعد المونديال، يجب أن تنطلق ورشات البناء الحقيقي، فلا يجب التفريط في هذه الوثبة لإصلاح منظومتنا الكروية، والتكيّف مع التطور الحاصل عالميا.