يقع المعتقل في قاعدة بحرية أمريكية في جنوب شرق كوبا. وكان الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش قد افتتحه في جانفي عام 2002، ليؤوي السجناء الأجانب الإرهابيين المشتبه بهم في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 وغزو أفغانستان بقيادة الولاياتالمتحدة. وضم المعتقل نحو 779 سجين منذ افتتاحه.
لماذا يريد أوباما إغلاقه؟ يقول الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن وجوده "يضر بشراكة بلاده مع الدول التي تساعد في تلبية احتياجات الولاياتالمتحدة في حربها على الإرهاب". وأضاف أن خليج غوانتانامو يتناقض مع القيم الأمريكية ويقوض موقف البلاد في العالم، وهو موقف يعتمد على إعلاء مبدأ سيادة القانون. ولم توجه إلى معظم نزلائه أي اتهامات، وانتقد أوباما في فبراير قائلا "لا يوجد اتهام واحد بحق أولئك النزلاء". وثمة اعتقاد في أن بقاء المعتقل يشجع على تجنيد "الجهاديين". ويتكلف المعتقل 445 مليون دولار سنويا، وهي تكلفة باهظة.
لماذا لم يغلق المعتقل حتى الآن؟ لابد أن يحصل الرئيس أوباما على موافقة من الكونغرس، وهي خطوة بالغة الأهمية، مع العلم بأن كلا المجلسين في الكونغرس تسيطر عليهما أغلبية من الحزب الجمهوري. وكثير من الجمهوريين يساندون قرار الإبقاء على المعتقل. وانتقد الجمهوري إيد رويس، رئيس لجنة الشوؤن الخارجية بمجلس النواب، التصريحات الأخيرة وقال "مرة أخرى يطلق سراح إرهابيين لدول أجنبية يشكلون تهديدا". وقال دونالد ترامب، المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية، إنه في حال انتخابه سوف يملأ المعتقل ب"الأشرار" وسوف "يجعله أكثر جحيما من إغراق السجناء"، وهي طريقة مثار جدل يعتبرها نشطاء حقوق الإنسان تعذيبا أثناء سير عمليات التحقيق مع المعتقلين. كما تتمثل القضية الرئيسية الأخرى في كيفية التصرف مع السجناء الباقين، إذ يسعى أوباما إلى محاكمتهم في الولاياتالمتحدة. بيد أنه لم يُنقل إلى الولاياتالمتحدة سوى سجين واحد من غوانتانامو للمحاكمة، وهو التنزاني أحمد غيلاني المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2011، قبل حظر الكونغرس نقل أي سجناء آخرين للبلاد. وقال سياسيون من كلا الحزبين إن سجناء غوانتانامو لا ينتمون للأراضي الأمريكية وليسوا في سجون مدنية، ويقولون إنهم شديدو الخطورة.
كم هو عدد السجناء؟ شكل السجناء الأفغان والسعوديون واليمنيون نسبة تزيد على 60 في المئة من عدد السجناء، على الرغم من وجود نسبة أخرى تمثل نحو 50 جنسية مختلفة. وأطلق سراح الغالبية العظمى من السجناء البالغ عددهم 779 سجين في ظل قيادة الإدارة الأمريكية السابقة لجورج دبليو بوش، في حين توفي تسعة سجناء داخل المعتقل. وكان أوباما قد وافق على عمليات إطلاق سراح دورية شملت إجمالي 161 سجين، وترحيلهم إلى دول مختلفة.
من هم أبرز السجناء في المعتقل؟ مازال يوجد 61 سجينا فقط في المعتقل، منهم 20 سجينا سيطلق سراحهم، ومن بين الشخصيات البارزة الباقية (وجميعهم موجه إليهم اتهامات وينتظرون جلسات محاكمة): خالد شيخ محمد – يعتبر من العملاء البارزين في تنظيم القاعدة، ومتهم في هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ويقال إنه اعترف شخصيا بذبح الصحفي الأمريكي دانيل بيرل عام 2002. رمزي بن الشيبة – وهو شخصية بارزة في تنظيم القاعدة ومتهم بصلته بهجمات الحادي عشر من سبتمبر، وكان يسعى إلى أن يكون من بين خاطفي الطائرات وتنفيذ الهجوم لكنه لم يستطع الحصول على تأشيرة دخول الولاياتالمتحدة. مصطفى أحمد الحساوي – وهو أحد الماليين البارزين المشتبه باستعانة خالد شيخ أحمد به لتمويل هجمات الحادي عشر من سبتمبر. وليد بن عطاش – يقال إنه ساعد في عمليات الإعداد لتنفيذ تفجيرات استهدفت سفارات أمريكية في شرق أفريقيا عام 1998 وتفجير المدمرة البحرية الأمريكية "يو إس إس كول"، فضلا عن عمله كحارس خاص لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.
ماذا حدث لمن أطلق سراحهم؟ تظهر أرقام مكتب إدارة الاستخبارات الوطنية الأمريكية أنه من بين السجناء المطلق سراحهم في ظل إدارة جورج دبليو بوش يوجد 21 في المئة أكدت معلومات أنهم شاركوا من جديد في أنشطة مسلحة، في حين يشتبه في مشاركة 14 في المئة في مثل هذه الأنشطة. ومن بين المفرج عنهم في ظل إدارة أوباما، أكدت معلومات أن 5 في المئة فقط شاركوا من جديد في أنشطة مسلحة، ويشتبه في مشاركة 8 في المئة في مثل هذه الأنشطة. وعاد معظم المفرج عنهم إلى أوطانهم، ويستاء كثير من الأفغان العائدين من سبب سجنهم في معتقل غوانتانامو ومعاملتهم هناك. ومازال يتحدث الكثيرون عن وقائع مضايقات من جانب قوات الأمن التي تؤكد بدورها أنهم لا يشكلون أي تهديد. ومن بين الدول التي استقبلت سجناء مفرج عنهم في ظل قيادة أوباما، دولة الإمارات العربية المتحدة وجورجيا والسنغال والسعودية وسلوفاكيا والمغرب وبريطانيا وموريتانيا وعمان والبوسنة والجبل الأسود والجزائر وكازاخستان وأورغواي وإستونيا والسلفادور. وتتفاوت النتائج على نحو واضح تبعا للاختلافات الثقافية. وكانت أوروغواي قد استقبلت ستة عرب في ديسمبر عام 2014، لكنها قالت في وقت لاحق إنها لن تستقبل المزيد، بحجة أن السجناء السابقين وجدوا معاناة في التكيف مع البلد. ووجد السجين السابق أبو بكر قاسي، من قومية الويغور في شمال غرب الصين، نفسه يعمل طاهيا للبيتزا في مطعم إيطالي في ألبانيا يقدم الوجبات الحلال.