في مشهد مؤثر احتضن شاب سوري يعمل في جهاز الدفاع المدني في محافظة إدلب، طفلة لم يتجاوز عمرها الشهر بعد قصف منزلها من قبل طيران النظام السوري مدعوماً بمقاتلات روسية. وكان الشاب أبو كفاح المتطوع في مجموعة "الخوذات البيضاء" قد أنقذ الطفلة التي سقطت من الدور الرابع بعد ساعتين من الحفر في الأنقاض. وقال أبو كفاح باكياً، في مقطع مصور بث على موقع يوتيوب، الخميس، إنه شعر بأن هذه الطفلة الصغيرة ابنته، وظل يحملها إلى أن وصل إلى المستشفى، وعندما وصلت سيارة الإسعاف دخل وهو يهرول إلى الطبيب الذي اكتشف أن الطفلة لم تصب بأي أذى رغم سقوطها من الدور الرابع. وأثناء عرض المقطع المصور على شبكة "بي بي سي" البريطانية، انخرطت المذيعة كيت سيلفرتون في البكاء من فرط التأثر بالمشهد البطولي، واستكملت قراءة الأخبار والدموع على وجنتيها، حسب ما ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية. وكتبت "سيلفرتون" لاحقاً تغريدة على موقع تويتر قالت فيها: "لكل الذين يسألون عني، شكراً لكم. لا أجد ما أقول. وظيفتي أن أكون حيادية ومتماسكة، لكني أيضاً إنسانة". وكان 11 مدنياً، بينهم سبعة أطفال، قد لقوا حتفهم في الهجمات على إدلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ومر 365 يوماً منذ بدء الحملة العسكرية الروسية "الوحشية" بقصف المواقع السورية لمساندة الرئيس بشار الأسد. وبحسب تصريحات إحدى مجموعات المراقبة، فقد قتلت قنابل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حوالي 3800 مدني حتى الآن. وقال زيسكو فيلالونا، مدير منظمة أطباء بلا حدود: "القنابل تتساقط كالمطر من طائرات التحالف السوري وتحوَّلت حلب الشرقية إلى ساحة قتل ضخمة". ويشن طيران النظام غارات شبه يومية على أغلب المدن الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة وأبرزها مدينة حلب، شمال سوريا. وبحسب الأممالمتحدة، فإن 35 طبيباً فقط هم الموجودون في حلب الشرقية الآن، بين 250 ألف شخص تحت الحصار الذي فرضته قوات النظام على المدينة. وقالت المنظمة، إنه آخر مرة استطاعت فيها إيصال الإمدادات الطبية إلى حلب الشرقية كانت في شهر أوت الماضي، وحذرت من أن العدد الكبير من الجرحى يستنزف الإمدادات في المستشفيات التي ما تزال مفتوحة. ومنذ خمس سنوات تعيش سوريا حالة حرب أهلية بين قوات نظام بشار الأسد مدعومة من روسيا وإيران وعناصر حزب الله ومقاتلين من العراق وأفغانستان، وبين قوات المعارضة السورية المدعومة من دول غربية وتركيا ودول عربية.