احتضن مسرح عز الدين مجوبي في عنابة، مساء الخميس، حفل افتتاح الطبعة الثانية من مهرجان الفيلم المتوسطي، حيث صنعت الفرق الاستعراضية الفلكلورية أجواء استثنائية زيّنت ساحة الثورة، وسط استعدادات أمنية خاصة لاحتضان الفعالية السينمائية الدولية، بغض النظر عن نقائص التنظيم. انطلق حفل افتتاح الطبعة الثانية لمهرجان الفيلم المتوسطي متأخرا عن موعده الرسمي بساعة ونصف من الزمن، بعد وصلات طويلة من الاستعراضات الفلكلورية التي مهّدت لمرور الفنانين على البساط الأحمر الذي مدّ على طول الطريق المقابل للمسرح، واصطف على جانبيه الجمهور الذي انتظر مرور الفنانين طويلا. حيث شهد البساط الأحمر مرور فنانين جزائريين في غياب أسماء دولية أو عربية بارزة خلال هذا الافتتاح، وتفاعل الجمهور مع مرور كل من بهية راشدي، فتيحة سلطان، حسان كشاش، محمد عجايمي، حسان بن زراري، فوزي صايشي، جمال دكار، سعاد سبكي التي اشتكت قبلها من سوء التنظيم والتكفل بالفنانين الذين تركوا تائهين بين الفندق وأماكن احتضان التظاهرة.. لينطلق الحفل عند الساعة السابعة مساء بكلمة افتتاحية للمحافظ سعيد ولد خليفة ثم الوالي يوسف شرفة ووزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي أكد على انطلاق التحضير للطبعة الثالثة فور انتهاء هذه الدورة، مؤكدا على أهمية الجانب الفني والعمل على انتقاء أجود الأفلام للمشاركة، وكذا البلد الضيف للاستفادة من التجارب السينمائية الرائدة على غرار تجربة السينما الإيرانية هذا العام. من جهته، منح الجمهور العلامة الكاملة خلال حفل الافتتاح لفرقة "الداي" العاصمية، التي ألهبت القاعة من خلال أغنيتها الشهيرة "أنا جزائري" التي جمعت بين طابع موسيقى الفلامينكو والشعبي الجزائري مع خلفية استعرضت لوحات من الجزائر، قبل أن يفسح المجال لعرض الفيلم الإيراني "نهيد" للمخرج إيدا باهندي، وهو الفيلم الذي تمّ عرضه عام 2015 في مهرجان مدينة كان الفرنسية وأشاد النقاد بمستواه الفني والإنساني، حيث يحكي قصة أم شابة تسعى إلى تربية ابنها وحيدة دون سند، فلا يمكنها الزواج مرة أخرى حتى لا تفقد حضانته ولا يمكنها مواجهة كل صعاب الحياة بمفردها. جدير بالذكر أنّ يوم أمس شهد انطلاق عرض الأفلام المشاركة في المسابقة، والبداية كانت مع الفيلم الإسباني الزيتونة.
كواليس المهرجان - تضاربت المعلومات حول الميزانية المخصّصة لهذه الدورة رغم أن ولد خليفة كان قد صرح خلال الندوة الصحفية التي عقدها الأسبوع الماضي، أنها لم تتغير وهي تقارب 6 ملايير دينار، مع إمكانية عدم استهلاك المبلغ كله والإبقاء على جزء منه للطبعة المقبلة. وهو ما دفع بعض المتابعين إلى التساؤل بشأن أسباب تأخر تسوية المستحقات المالية لبعض الدائنين أياما قليلة قبل انطلاق المهرجان. - اشتكى الفنانون من غياب المرافقة والتوجيه والإعلام بخصوص برنامج المهرجان وتوقيت عرض الأفلام، سواء المشاركة في المسابقة أم خارجها، حيث قال عدد من الفنانين إنهم تركوا في الفندق دون مرافقة في غياب السيارات المخصّصة لنقلهم نحو حفل الافتتاح في مسرح عز الدين مجوبي، وعدم تزويدهم بالدعوات لحضور مختلف العروض. - تفاجأ الصحفيون والمشاركون في المهرجان على حد سواء من غياب برنامج التظاهرة حتى ظهر الجمعة ، حيث قال المكلف بالاتصال، حكيم جبنون، ل "الشروق"، إنّه اضطر إلى طبع البرنامج على حسابه الخاص، وإنّ هنالك أشخاصا محيطين بالمحافظ لا يهمهم تأدية عملهم بالشكل المطلوب ولا يهمهم نجاح المهرجان، مؤكدا أنه يؤدي كل المهام التي يستطيع إليها سبيلا، بما فيها مرافقة الفنانين. - تساءل عدد كبير من الجمهور عن سر غياب نجوم عرب في حفل الافتتاح، لاسيما النجمة المصرية ليلى علوي التي سبق الإعلان عن مشاركتها، قبل أن تعتذر بسبب ظرف صحي، فيما قال مصدر مطلع إن النجوم العرب سيفدون تباعا خلال الأيام المقبلة على هامش عرض أفلامهم، على غرار حضور نجوم فيلم "هيبثا" ونجوم فيلم "فتاة المصنع". - كاد صحفيون قدموا من العاصمة وولايات أخرى، أن يقضوا ليلة المهرجان الأولى في العراء إن لم يتدبروا أمرهم، حيث تفاجؤوا بغياب حجوزات بأسمائهم قبل أن يتدخّل المكلّف بالاتصال ويحجز لهم في آخر الليل غرفا في فندق الشرق المجاور لمسرح مجوبي، ويقدم الفاتورة إلى المحافظ سعيد ولد خليفة.