تعرض في حدود الساعة العاشرة، صبيحة الإثنين، سارق بالسوق الأسبوعي للمواشي الكائن بمنطقة بوييزان التابعة لبلدية أقبو بولاية بجاية، إلى الضرب المبرح عبر مختلف أنحاء جسمه قبل أن يتم تعليقه بواسطة حبل من رجليه إلى قضيب حديدي، ليتداول بعض المواطنين على ضربه مرة أخرى. نجا السارق، وهو في الأربعينات من عمره، من موت مؤكد بفضل تدخل الشرطة، التي أقنعت بصعوبة كبيرة المواطنين بضرورة تسليم السارق لهم وهو ما حدث بعد شد وجذب دام لقرابة 30 دقيقة بين الشرطة والغاضبين، ليتم نقله على جناح السرعة نحو المستشفى لتلقي الاسعافات اللازمة. حيثيات وقوع هذه الحادثة، حسب المعلومات المتحصل عليها من طرف "الشروق" تفيد أن السارق قد قصد أمس السوق المذكور رفقة شخصين آخرين، لم يتم تحديد هويتهما لحد كتابة هذه الأسطر، قبل أن يقتربوا من أحد تجار الماشية لسرقته، حيث تمكنوا - حسب ما يتداوله الشارع بالمنطقة من سلبه نحو 20 مليون سنتيم، بعد ما هددوه بالسلاح الأبيض، لكن سرعان ما تم اكتشاف أمرهم من طرف باقي التجار، الذين هبوا لنجدة التاجر، حيث تمكنوا من القبض على أحد المعتدين على التاجر، فيما تمكن السارقان الآخران من الفرار. ونظرا للغضب الشديد الذي انتاب التجار، ورغبة منهم - على ما يبدو بإعطاء درسا لهذا السارق، فقد تعرض للضرب المبرح، الا أن ذلك لم يشف غليلهم، حيث أقدموا بعد ذلك الى تعليق السارق من رجليه بواسطة حبل ورأسه الى الأسفل، قبل أن يشرعوا في ضربه من جديد، وهي الصورة التي اقشعر منها كل من كان بالمكان، وقد تجمع المئات من المواطنين بعين المكان وكأنهم يحضرون محاكمة شعبية، قبل أن يتم الاتصال بالشرطة التي حضرت بسرعة البرق إلى عين المكان، والغريب في الأمر أن المعتدين على السارق قد رفضوا تسليمه للشرطة من أجل محاكمته في إطار القانون، حيث وجد رجال الأمن صعوبات جمة لتخليص السارق من قبضة المعتدين عليه، فيما تم استرجاع - حسب معلوماتنا دائما المبلغ المالي الذي تم سرقته. وحسب معلوماتنا فإن السارق لايزال متواجدا بالمستشفى، حيث وضع تحت الرعاية الطبية المركزة، نظرا للإصابات البليغة التي تعرض لها، وقد فتحت مصالح الأمن تحقيقا في هذه القضية التي كادت أن تتحول الى جريمة قتل. وإن كان هناك من أيد معاقبة اللص بهذه الطريقة، فهناك من استهجنها، باعتبارها تكريسا لقانون الغاب، حيث كان الأولى تسليمه للشرطة، كي تحيله على المحكمة ليلقى جزاءه.