كشفت إدارة موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، الأربعاء، عن النتائج المالية للربع الثالث من العام التي أظهرت ارتفاعا شديداً في نموها بدفع من الإعلانات على الأجهزة المحمولة وارتفاعاً في عدد مستخدميها أيضاً. وارتفعت الأرباح الصافية لشبكة التواصل الاجتماعي بنسبة 166 بالمائة إلى 2.4 مليار دولار، في حين ارتفع رقم أعمالها بمعدل 56 بالمائة إلى 7 مليارات دولار مع نتائج تخطت توقعات المحللين. وسجلت "فيسبوك" أيضاً ازديادا في عدد مستخدميها الذي بلغ 1.79 مليار مستخدم في نهاية سبتمبر، مقابل 1.71 مليار قبل ثلاثة أشهر. وبالرغم من المنافسة المحتدمة مع خدمات أخرى من قبيل "سناب شات" الرائجة جداً في أوساط المراهقين، لا يزال 66 بالمائة من مستخدمي أكبر موقع تواصل اجتماعي في العالم يستعملون حساباتهم فيه بوتيرة يومية، وهي نسبة ثابتة بالمقارنة مع الربعين الماضيين. ولا تزال الإعلانات على الأجهزة المحمولة محرك النمو الأساسي للمجموعة، وهي شكلت 84 بالمائة من إجمالي العائدات الإعلانية التي بلغت 6.8 مليار دولار مع ارتفاع بنسبة 59 بالمائة في الربع الأخير. ويجني موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إضافة إلى الإعلانات، المزيد من المال من وراء كل مستخدم. ففي الولاياتالمتحدة وكندا شهد المبلغ الذي يحصده "فيسبوك" من كل مستخدم زيادة بنسبة 50 في المائة، من 9 دولارات إلى 13.54 دولار عن كل مستخدم، أما على الصعيد العالمي، فإن المبلغ الذي يجنيه الموقع ارتفع بنسبة 33 في المائة، من 2.81 دولار إلى 3.73 دولار عن كل مستخدم. وقد أصبح الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة "فيسبوك" مارك زوكربيرغ الذي يبلغ من العمر 32 سنة، خامس الأثرياء على وجه الأرض بعد ارتفاع ثروته 1.6 مليار دولار، في أكتوبر الماضي، لتصبح القيمة الصافية لثروته إلى 56.6 مليار دولار. وأشارت مجلة "فوربس" إلى أن هذه الأرباح تزايدت بسبب الإقبال على البث المباشر على فيسبوك والإضافة الجديدة طلب الطعام المباشر عبر صفحات التطبيق إضافة إلى ارتفاع أسهم "فيسبوك" 1.5 بالمائة في جلسة يوم جمعة الماضية. كيف يستخدم "فيسبوك" الإعلانات لجني الأموال؟ تتخذ الإعلانات على موقع "فيس بوك" صوراً عدة نستعرضها فيما يأتي: 1- إعلانات الدفع بالنقرة: وهي طريقة الإعلان الأكثر شيوعاً، وهي فكرة مشابهة لفكرة الإعلانات الخاصة بشركة غوغل "Google Adwords "، وهنا يمثل موقع "فيسبوك" منصة تجمع المعلنين والناشرين، وتقتطع لنفسها نسبة معيّنة من كل نقرة على الإعلان. 2- إعلانات الرعاية: وتلجأ إليها الشركات الكبيرة غالباً، وعلى سبيل المثال عندما ترغب شركة سيارات في الإعلان عن طراز معيّن من سياراتها، يقوم "فيسبوك" بناء على المعلومات المتوافرة لديه، بعرض الإعلان على الأشخاص الذين يبحثون عن المواصفات التي تتمتّع بها تلك السيارة تحديداً، كأن تكون سيارة اقتصادية وعائلية، وذات سعر معقول، وتظهر كلمة Sponsor دائماً إلى جانب اسم الصفحة المعلن عنها، وتختلف تكلفة هذا النوع من الإعلانات حسب حجم الجمهور المستهدف والمدة الزمنية للإعلان والدول المستهدفة فيه. 3- متجر الهدايا الافتراضي: وهو من المصادر التي تجني مبالغ ضخمة لموقع "فيسبوك"، ومن خلاله يقوم المستخدم بإرسال هدية افتراضية أو حقيقية إلى صديقه أو زوجته، أو شريكه في العمل، وبمختلف المناسبات، وتدفع قيمة الهدية نقداً، كما تجدر الإشارة إلى أن تبادل الهدايا الحقيقية متوافر في الولاياتالمتحدة فقط. 4- الأموال الافتراضية أو نقود "فيسبوك": وهي موجّهة إلى المدمنين على الألعاب الإلكترونية بشكل أساسي، الذين يفضلون الوصول إلى مراحل متقدمة جداً، فهناك تطبيقات تقدم للمستخدم إمكانية الوصول إلى هذه المراحل أو جمع عدد كبير من النقاط، أو فتح مراحل جديدة، على أن يقوم المستخدم بالمقابل، بدفع رصيد محدد من خلال ما يعرف بعملة "فيسبوك"، وهي عملة ذات قيمة حقيقية تختلف بحسب التطبيق أواللعبة أو الدولة، ويجني "فيسبوك"، مبالغ ضخمة من خلال هذه الطريقة، فهناك كثير من الأشخاص يدفعون لقاء الوصول إلى مراحل متقدمة في لعبة معيّنة، من دافع الفضول أو التميّز بين الأصدقاء. هكذا يبيع "فيسبوك" بياناتك ! ويستخدم موقع "فيسبوك" من خلال نظامه الذكي، المحتوى الذي يقدمه كل مستخدم من أجل تحقيق مليار دولار أرباحاً سنوية، إذ يعمل الموقع على تحليل وربط كل محتوى المشاركات على الموقع، من أجل بناء علاقات وصداقات يمكن استخدامها لأغراض إعلانية تجني المال. ومن خلال نشاط كل مستخدم على الشبكة، يقوم الموقع بمعرفة الأشخاص الذين يجب استهدافهم في الحملة الإعلانية، فتعامل الموقع يختلف تجاه المستخدم الذي يقوم بالضغط على زرّ الإعجاب، وكتابة التعليقات، سواء على الصفحات أو الفيديو أو الصور، عن أولئك الذين يتصفّحون محتوى الشبكة دون أي مشاركة، وكل ذلك يسهم في تزويد الموقع بمعلومات عن المستخدم، تفيد بجدوى توجيه الإعلان إليه بوصفه عميلاً مستهدفاً في الإعلان، أو بتجاهله، لكونه لا يمثل الشخص المستهدف في حملة إعلانية معيّنة، ويحصل "فيسبوك" على تلك المعلومات من خلال نسخة الموقع المتوافرة على جميع المنصّات، سواء الويب أو الهواتف الذكية أو الحواسيب اللوحية. ويحصل "فيسبوك" على تلك المعلومات من خلال ما يعرف بالمخطط الاجتماعي "Social Graph"، وهو شبكة ضخمة يقوم النظام الذكي ل"فيسبوك"، من خلاله بالبحث عن النقاط المشتركة والتشابهات فيما بينها، وعليه يمكن استخلاص معلومات عامة يستفيد منها في توجيه الحملات الإعلانية. وبناء على ما يبديه المستخدم من إعجابات، وما يقوم به من مشاركات، في مواضيع معيّنة، يقوم "فيسبوك"، بجمع هذه البيانات عنك وعن الملايين ممّن يشاركونك تلك الاهتمامات وربطها، ومن هنا يقوم الموقع بتوجيه إعلان مستهدف، ستشاهده أنت وكل من شاركته اهتماماتك، ليظهر هذا الإعلان فقط لمن لديه أدنى اهتمام بالموضوع المحدد، ولا يظهر لأولئك الذين لا يحققون الاستهداف المطلوب، وبالتالي استبعادهم من الحملة. والغرض من الاستهداف هنا هو أن الشركات لا تنفق أموال حملاتها الإعلانية على الأشخاص غير المهتمين، ممّا يزيد من جدوى الإعلان وفعاليّته. ويستطيع النظام الذكي لموقع "فيس بوك، التنبّؤ أيضاً وربط الأذواق، فمثلاً عندما يقوم المستخدم بتسجيل الدخول على موقع الموسيقى المفضل لديه،عن طريق حساب "فيسبوك"، يتعرف الموقع إلى نمط الموسيقى الذي تحبّ، وكذلك الحال بالنسبة للملايين من المستخدمين، ما يساعده على تحديد الجمهور المستهدف، ويحصل ذلك حتى لو لم يقم الشخص باستخدام موقع "فيس بوك" بشكل فعليّ. ومثال آخر، يقوم الكثير من رواد شبكة "فيس بوك" باستخدام خاصية Check-In، فلو قمت مثلاً باستخدام هذه الخاصية، في مطعم معيّن، فإنك ستقدم إلى "فيسبوك" معلومات بقيمة الذهب دون أن تعلم، فبناء على ذلك سيتعرف "فيسبوك" إلى طبيعة الأماكن التي ترتادها ونوعية الأطعمة التي تتناولها، ما يجعلك والملايين ممّن يشبهونك، هدفاً لحملة إعلانية خاصة بوجبة طعام قد تكون المفضلة لديك. وعندما يقوم المستخدم بتقديم كل بياناته لموقع "فيسبوك"، مثل تحديد الجنس وتاريخ الميلاد، ومكان الإقامة، ودرجة التحصيل العلمي، ونوع العمل، فإن كل ذلك سيسهّل كثيراً من عملية الاستهداف في الإعلان كأن يقوم المعلن بتوجيه إعلانه لفئة محددة من الشباب ضمن مجال عمري معيّن.