رد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو على الانتقادات التي وُجهت له عقب تقبيله للقرآن الكريم، في حفل افتتاح المسجد الكبير في العاصمة البيلاروسية مينسك، في يوم 11 نوفمبر 2016. وقال لوكاشينكو في لقاء جمعه بعدد من الصحفيين الروس على هامش التحضيرات للقمة التي ستجمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن تقبيله للقرآن حدث عادي لا يستوجب الانتقاد، مضيفاً أن المسلمين في روسيا البيضاء جزء لا يتجزأ من الشعب البيلاروسي الذي يرأسه دون تمييز، على حد تعبيره كما نشرت "حرييت" التركية، الاثنين. وفي تبريره لما حدث أكد لوكاشينكو أنه لم يكن يعلم بما يتوجب عليه فعله حينما قام أحدهم بإعطائه نسخة من القرآن أثناء تفقده لمرافق المسجد، مضيفاً أنه قام بتقليد الحركة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقبل المصحف. ودافع لوكاشينكو عن المسلمين في بلاده رافضاً كل المحاولات الرامية إلى التقليل من وطنيتهم أو وصفهم كأعداء لباقي الأديان في بلاده، مؤكداً في ذات الوقت أن أعدادهم تصل لعشرات الآلاف، وهم بذلك فئة لا يمكن تهميشها. وجاءت تصريحات الرئيس البيلاروسي بعد عشرة أيام على افتتاح المسجد التاريخي في العاصمة البيلاروسية مينسك، بتمويل وإشراف من الحكومة التركية، كهدية للمسلمين في جمهورية روسيا البيضاء. وشارك الرئيس التركي في حفل افتتاح المسجد إلى جانب الرئيس البيلاروسي ولفيف من الشخصيات الدينية في البلدين، في حدث تاريخي شهد تسجيل الزيارة الأولى للرئيس التركي أردوغان لروسيا البيضاء. وشهد المسجد تحولات تاريخية مثيرة، حيث سبق وهدمته السلطات في ستينيات القرن الماضي لتحويله إلى فندق سياحي، قبل أن تعود وتحوله لمسجد مجدداً، بعد حصول جمهورية روسيا البيضاء على استقلالها في العام 1991 بعد انهيار الإتحاد السوفييتي. ويعيش في جمهورية روسيا البيضاء (بيلاروسيا) حوالي 100 ألف مسلم، من ضمنهم 15 ألفاً من مسلمي التتار يحاولون الحفاظ على عاداتهم وموروثهم الحضاري كأقلية في بلد تحكمه الطائفة المسيحية.