قرّرت وزارة التجارة سحب المكمل الغذائي "رحمة ربي" لصاحبه زعيبط من الأسواق والصيدليات ابتداء من الأربعاء، كإجراء احترازي وقائي إلى غاية صدور التحاليل النهائية التي تؤكد مطابقته للمواصفات، بعد أن حمّلتها وزارة الصحة مسؤولية مراقبة المنتوج وإخضاعه للمراقبة على اعتبار أنه يندرج ضمن صلاحياتها. وحسب بيان لوزارة التجارة، تسلمت "الشروق" نسخة منه، فإن "القرار يأتي في إطار الإجراءات الوقائية لمصالح المراقبة والنوعية ومحاربة الغش التي تقع ضمن المهام الأساسية للوزارة". ووجهت الوزارة تعليماتها لكافة مديرياتها عبر الوطن لاسيما في ولاية قسنطينة التي يقع بها مقر التصنيع قصد سحب الكميات كاملة. ووجهت الوزارة نداءها لكافة المرضى والمواطنين بالتوقف والامتناع عن اقتنائه في الظرف الراهن إلى غاية الحصول على النتائج النهائية والقاطعة. وحذّرت مصالح المراقبة لوزارة التجارة الصيادلة وبقية التجار الذين يوفرون ويعرضون هذا المنتوج في محلاتهم من العقوبات القانونية والإجراءات الإدارية التي قد تقع عليهم في حال مخالفة التعليمات والاستمرار في عملية البيع ما لم تصدر النتائج النهائية. وأبقت مصالح التجارة الباب مفتوحا على عملية السحب إلى غاية إشعار آخر. وحسب معلومات "الشروق" فإن إخضاع المنتوج للتحليل يتم في مخابر تابعة لوزارة الصحة بالتنسيق معها، حيث انطلقت العملية التي ينتظر الكشف عن نتائجها في غضون الأيام القليلة المقبلة. وسيخضع المكمل الغذائي، حسب مصادر من وزارة الصحة، إلى تحاليل في المخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية، والمركز الوطني لعلم السموم اللذين يتوفران على التقنيات والكفاءات اللازمة. يأتي تحرك وزارة التجارة، ساعات قليلة بعد إعلان وزير الصحة عدم تحمل مصالحه الوزارية لأية مسؤولية تتعلق بمراقبة النوعية أو التسويق لهذا المنتوج الذي يعد مكملا غذائيا ضمن صلاحيات وزارة التجارة، حيث أكّد بوضياف في تصريح خصّ به جريدة "الشروق" أنّ "الأمر يتعلق بمنتوج لا يدخل ضمن صلاحيات وزارة الصحة بما أنّه ليس دواء، فهو مكمّل غذائي غير خاضع لتسليم شهادة من طرف الوزارة"، لكن الوزير عاد وأكد على ضرورة أن يستوفي كل الشروط القانونية والتنظيمية التي يمليها التنظيم المعمول به في قطاع التجارة فيما يتعلق بالمكملات الغذائية. وتلت هذه التصريحات تصريحات مماثلة للمدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لغير الأجراء، "كاسنوس" عاشق يوسف الذي وصف منتج المكمل الغذائي رحمة ربي ب"بائع الأوهام"، محذرا في ذات الوقت، بأن صحة المريض خط أحمر، يجب عدم التلاعب بها بأي حال من الأحوال. وهدّد عاشق بمقاضاة أي طبيب يصف دواء "رحمة ربّي" لمرضى السكري، مع توقيف الدواء الذي اعتاد المريض على تناوله، وقال "ليس للطبيب الحق في بيع الأوهام للمرضى، ولا ينبغي الاستهزاء بالمريض بوصف ما يسمى بدواء رحمة رّبي". كما حذّرت العديد من جمعيات المرضى والأطباء وحتى بعض الصيادلة في وقت سابق من الكوارث التي قد يسببها المكمل الغذائي بسبب الفهم الخاطئ للمواطنين والذهنيات المحدودة وتوقف بعضهم عن علاج الأنسولين ما أوصل كثيرا منهم إلى مصالح الاستعجالات بشهادة العديد من المختصين. وطالبت فيدرالية جمعيات مرضى السكري بضرورة سحب المنتوج التي خلف ضحايا بسبب التلاعب في وصفه على انه يعالج داء السكري وتأسفت الفيدرالية للتضليل الممارس في هذا الإطار ما جعل المريض ضحية ممارسات تجارية بحتة".
صيدليات قسنطينة علقت ملصقات تعتذر للمرضى مخترع داء السكري رفض التعليق وأغلق هاتفه النقال قبل إصدار وزارة التجارة، قرار منع تسويق المكمّل الغذائي المعروف باسم رحمة ربي، باشرت منذ صباح الأربعاء، صيدليات قسنطينة، حيث يوجد أكبر مخبر لتصنيع هذا المكمّل الغذائي، وأيضا حيث يقطن الباحث توفيق زعيبط، بتعليق ملصقات تقول فيها بأن المخبر المعني بإنتاجه لمدة عشر سنوات، والكائن بالمنطقة الصناعية بالما، توقف إلى غاية الأسبوع القادم، وعلقت ملصقات تتأسف فيها لمرضى السكري، ومنها صيدلية حي 20 أوت التي شهدت على مدار أسبوعين، طوابير طويلة من اللهفة.. وحاولت "الشروق" الحديث مع الباحث توفيق زعيبط، ولكنه اعتذر عن التعليق على قرار وزارة التجارة، ثم أغلق هاتفه بشكل نهائي، وفي المقابل بارك كل الاطباء المختصين في علاج داء السكري المبادرة وقالوا بأن التحرك جاء متأخرا ولكنه ضروري بعد أن تم تسجيل حالات لمرضى ساءت أحوالهم بعد توقيفهم تعاطي الأدوية وحتى الانسولين.