كشف مصمم الأزياء الجزائري عبد الوهاب مبخوتي المعروف باسم "ريان أطلس" في عالم الموضة في حوار جريء وصريح مع "الشروق" الكثير من أسرار حياته المهنية والشخصية، معتبرا وصوله لنهائيات "بروجاكت رانواي" منعرجا مهما في حياته، فتح له أبواب الشهرة على مصراعيها خاصة في منطقة الشرق الأوسط والجزائر، بعدما انهالت عليه عروض المستثمرين الخليجيين والجزائريين. من صحراء بشار إلى صحراء دبي.. كيف حصل ذلك؟ لمّا فكرت قناة (أم بي سي) في طرح برنامج أفضل مصمم في الشرق الأوسط، بحث المسؤولون عنها عن أحسن المصممين العرب عبر الأنترنت، فوجدوا اسمي وأعجبوا بتصاميمي وهم من اتصل بي، حيث تم اختيار 19 مصمما عربيا من أصل 380 شاب وشابة. وماذا عن حياة ريان قبل كل هذه الشهرة؟ أولا، أنا اسمي الحقيقي عبد الوهاب مبخوتي، فضلتٌ مناداتي بريان أطلس لسهولة نطق الاسم وحمله رنة فنية، أبلغ 31 من العمر.. توقفت عن الدراسة بعد اجتيازي شهادة البكالوريا أدبي، لأتفرغ لتحقيق حلمي في الخياطة والتفصيل.. فانطلقت في 2011 ، وما قد تستغربون له أنني بدأت نشاطي بفتح محل صغير متخصص في خياطة "الصالونات" التقليدية والستائر والأفرشة، ولم أكن مولعا بالأزياء التقليدية، وكان زبائني مواطنون عاديون. وما قصة إقامتك في تونس؟ دخلتُ تونس في 2010 إلى غاية 2013، ولم أكن مقيما فيها بصفة دائمة.. فعندما قررت الانطلاق في مهنة تصميم الملابس، لم تكن الأجواء مناسبة في بشار، وعندما قلت هذا في البرنامج غضب مني البعض في الجزائر، رغم أنها الحقيقة، فهل توجد محلات لمصممين عالميين هنا؟ فتوجهتُ نحو العاصمة، لأتفاجأ بتجاهل هذا الفن في ظل غياب مدرسة تصميم تمنحك شهادة معترف بها دوليا، قررت التوجه نحو مجال التصوير الفني، حيث شاركت في مهرجان الموضة بتونس في 2013 وتحصلت على المرتبة 7 من بين 21 مشاركا، ثم توجهت نحو التصاميم الرجالية، وأخيرا قررت الإقامة في تونس لتحقيق حلمي في التصميم، وشاركت هناك في تصميم ملابس الممثلين. كيف تقبلت عائلتك انخراطك في مجال التصميم وأنت ابن بيئة محافظة؟ رغم أن والدي تاجر وأمي ماكثة بالبيت ولا علاقة لهما بالتصميم، فقد شجعاني لأقصى الحدود، رفقة إخوتي الأربعة (بنتيِن وولديْن)، وأؤكد أن الجزائريين "يلبسو على الموضة " رغم غياب محلات مصممين عالميين ومهرجانات الموضة في بلدنا. لاحظنا خلال عرض الحصة، الاهتمام الكبير بك من طرف المصمم العالمي اللبناني ايلي صعب، فهل كان ايلي "أيدول" لك قبل شهرتك؟ الحقيقة أنني كنت معجبا بمصممين آخرين، أمثال نيكولا جبران اللبناني، والكسندر ماكوين وبالمان، أما ايلي صعب فاكتشفت شخصيته المبهرة وتواضعه وسعيه لمساعدة المواهب الصاعدة، وحتى العارضة التونسية الإيطالية فريدة جنيفان كانت تحبني كثيرا. هل كانت بينك وبين المشارك التونسي "سليم" خلافات مثلما أظهره البرنامج، واتهامك له بتقليد تصاميمك، ومن كان صديقك المفضل هناك؟ سليم كان صديقي في تونس وعملنا معا، ولا خلافات بيننا، ولم أتهمه بتقليدي، كل ما في الأمر أن البرنامج حاول التركيز على الخلافات بين المشاركين، لرفع نسبة " السوسبانس" و المشاهدة، أما أصدقائي المفضلون فهم علاء من لبنان ولوما من البرازيل، والأخيرة ساعدتني كثيرا كونها أستاذة تصميم، وأؤكد أن ايلي صعب لم يكن متحيزا للبناني علاء، بل كان محبا للجميع، وال (أم بي سي) قناة مُحايدة. هل تلقيت دعما من فنانين جزائريين أثناء عرض الحصة؟ دعمتني سهيلة بن لشهب وبلال العربي، والممثلة إيمان نوال، وكنزة مرسلي، ووزير الثقافة والوزيرة المنتدبة لدى وزير السياحة المكلفة بالصناعات التقليدية عائشة طاباقو، والفنانة رجاء مزيان، ومن غير هؤلاء لم أتلق اتصالا من فنانين آخرين، وحتى في المطار استقبلني المعجبون فقط، في غياب المسؤولين. كيف حضّرت للعرض النهائي؟ أعددت الرسومات في لبنان، واشتريت الأقمشة من الجزائر خاصة القماش النايلي والأكسسوارات، والكاراكو من العاصمة، وأخرى من لبنان. هل تلقيت مكافأة من البرنامج بوصولك للنهائيات؟ لا، ولكني حققت حب الناس والتعريف بتقاليد الجزائر، وكنت المشارك الوحيد الذي سجل أكبر نسبة متابعة على السوشال ميديا حسب اعتراف قناة (أم بي سي)، وأكشف لكم أن 3 قطع من تصاميمي النهائية اشترتها فنانات لبنانيات معروفات سأكشف عنهن لاحقا، أما الفستان الأسود الذي شاركت فيه في برايم باريس، اشترته راقصة فرنسية معروفة، والقميص الأخضر الذي شاركت به في برايم مساعدة اللاجئين السوريين، فيجري التفاوض عليه من شركة رياضية في الجزائر، كما أن مستثمريْن قطريّين عرضا علي الاستثمار باسمي "ريان أطلس" في مجال التصميم، وأحضر لعرض تصاميمي النهائية في الجزائر قريبا. وماذا عن مشاريعك المستقبلية؟ سأستقر في الجزائر، وأعمل على تشييد ورشة ومدرسة تصميم بالعاصمة للتكفل بالشباب الموهوبين، وأوجه رسالة للفنانين الجزائريين ليلبسوا من تصاميم أبناء بلدهم للتعريف بهم في المهرجانات العربية والدولية، مثلما يفعله الفنانون التونسيون والمصريون ومن الخليج لتشجيع مواهب بلدهم، وحتى مخرجو الأفلام عليهم الاستعانة بنا لتصميم ملابس الممثلين مثلما يحدث بتونس، وأنصح العائلات الجزائرية بتشجيع أولادها الموهوبين سواء في الرسم أو التصميم، وأقول "مهنة الخياط ليست للفقراء مثلما تروج له الأفلام والمسلسلات الجزائرية". وهل من أسرار شخصية تُطلعنا عليها؟ يضحك.. أنا أعزب وأبحث عن فتاة ذات شخصية تجذبني، وأفضل الارتباط بفتاة من مجال التصميم.. وأنا لست أكولا، قد يمضي يوم كامل دون أن أكل شيئا، حتى أصاب بالانهيار، ولا أسمع أغاني الراي وأفضل الأغاني الطربية خاصة أغاني أم كلثوم.