يتساءل عدد من الفنانين بوهران، ممّن يحوزون على بطاقات انخراط في الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، عن الأسباب الكامنة وراء حرمانهم من التكفل الصحي، وكذا مختلف المساعدات المادية، التي من المفروض أن يوفرها الديوان لهذه الشريحة، التي يُكابد كثير من المنتسبين إليها أوضاع اجتماعية مزرية. وكشف عدد من الفنانين بعاصمة غرب البلاد، وفي مقدمتهم الممثلون أنّهم اصطدموا بعراقيل بيرقراطية، لمّا قصدوا الفرع الولائي لديوان حقوق المؤلف والحقوق المجاورة "أوندا" في وهران، من أجل تلقي دعم مالي لتسديد ثمن مسكن، أو تأجيره، ناهيك عن تأمين مصاريف الفحوصات الطبية أو إجراء عمليات جراحية. وفي الصدد قال ممثل كوميدي معروف في تصريح ل"الشروق": "من المفروض أن يساعد ديوان حقوق المؤلف الفنان ماديا لإجراء عمليات جراحية، وكذا التحاليل الطبية وفحوصات بالأشعة، فضلا عن منحه مساعدة مالية لكراء مسكن أو شرائه أو حتى تشييده". لكن الواقع عكس ذلك تماما بحسب المتحدّث، الذي كشف عن شروط تعجيزية فرضها الديوان على الفنان ليحصل على تلك الامتيازات المذكورة آنفا؛ ففي حال المرض، يجب أن يكون الراغب في الحصول على المساعدة، مصاب بداء مزمن، أو تدهورت صحته، وصار بحاجة إلى عملية جراحية مستعجلة، وفي حال الموت تمنح له تكاليف الدفن والعزاء. وهي الشروط التي أثارت استياء كبيرا وسط الفنانين، وجعلتهم يصرخون:" ديوان حقوق المؤلف يتذكرنا فقط عندما تتدهور صحتنا أونموت". مطالبين في الوقت ذاته باحترام كرامة الفنانين، والسّعي بكل الطرق إلى انتشالهم من حياة الغبن التي يتخبّطون فيها، خاصة أولئك الذين ليس لديهم عمل آخر يزاولونه غير الفن، ويعيشون في كنف ظروف أقل ما يا يقال عنها أنها قاسية.