"ماذا يفعل مراسل القناة العاشرة الإسرائيلية أمام بيت المهندس التونسي محمد الزواري بعد ساعات من اغتياله"، سؤال طرحه التونسيون باستغراب واستهجان بعد نشر الصحفي الإسرائيلي مواف فاردي صوراً له عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر، حسب ما ذكر موقع "هافينغتون بوست عربي"، الاثنين. الصور أظهرته وهو بصدد استجواب جيران الفقيد ويتجول في مسرح الجريمة وأمام بيت الزواري في محافظة صفاقس جنوباً بكل أريحية في غياب تام لأي رقابة أمنية. تغريدة وكانت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وجناحها العسكري كتائب القسام قد نعت في بيان رسمي، السبت، الفقيد. وأكدت أنه أحد قادتها الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل القسامية واتهمت بشكل صريح جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" بالضلوع في عملية اغتياله. وكان مهندس الطيران التونسي محمد الزواري قد قتل بعشرين رصاصة اخترقت 8 رصاصات منها جسده في وضح نهار يوم الخميس 15 ديسمبر 2016، وأمام بيته في منطقة العين من محافظة صفاقس. وتداول التونسيون بالتوازي بشكل صادم تقريراً بالصوت والصورة للصحفي الإسرائيلي للقناة العاشرة الإسرائيلية من بيت المهندس محمد الزواري ومداخلة ثانية مباشرة للمراسل ذاته من قلب العاصمة التونسية وعلى بعد أمتار قليلة من وزارة الداخلية وتساءلوا كيف سمحت السلطات التونسية باستباحة أراضيها للإسرائيليين وعن الطريقة التي دخل بها المراسل الإسرائيلي لتونس. بيانات تنديد وكانت النقابة العامة للإعلام التابعة للإتحاد العام التونسي للشغل نشرت، مساء الأحد، بياناً شديد اللهجة أعربت خلاله عن صدمتها من تواجد مراسل القناة العاشرة الإسرائيلية في تونس ما بعد الثورة وأمام منزل المهندس محمد الزواري، واصفةً الحادثة ب"وصمة عار ومساس بالشعب التونسي وضرب للمواقف المبدئية التونسية تجاه القضية الفلسطينية". كما دعت النقابة في ذات البيان الحكومة التونسية لفتح تحقيق مستعجل حول الواقعة ومحاسبة المتورطين. منشور وقاد نشطاء الشبكات الاجتماعية في تونس حملات تنديد واستنكار مطالبين السلطات التونسية بتوضيح رسمي ومحاسبة المتورطين. منشور يشار أنه حتى لحظة كتابة هذه الأسطر لم يصدر أي بيان أو توضيح من الحكومة التونسية حول واقعة دخول المراسل الإسرائيلي للأراضي التونسية، وكانت الحكومة قد نشرت، مساء الأحد، في أول تعليق رسمي لسلطاتها الثلاث - رئاسة الدولة ومجلس الشعب ورئاسة الحكومة - بياناً حول حادثة اغتيال المهندس التونسي محمد الزواري عبرت خلالها عن "التزامها بتتبع الجناة الضالعين في عملية اغتيال المرحوم محمد الزواري داخل أرض الوطن وخارجها بكل الوسائل القانونية وطبقاً للمواثيق الدولية"، وفق نص البيان كما أشارت في ذات السياق إلى "تورط عناصر أجنبية في عملية الاغتيال". يشار إلى أن الفصل المتعلق بتجريم التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي في الدستور التونسي لما بعد الثورة تم إسقاطه سنة 2012 من غالبية نواب المجلس التأسيسي.