تحتضن أوبرا "بوعلام بسايح" بالعاصمة الجزائر، العرض العالمي الأول للفيلم الروائي الطويل "زيوس" بحضور المخرج باولو فليب مونتيرو وطاقم العمل الفني والتقني، بعد عرضه في مدينة لشبونة جانفي الفارط بحضور الرئيس البرتغالي الحالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا. ويتناول فيلم "زوس" الذي أنتج بشراكة جزائرية إيطالية مسيرة الكاتب والرئيس البرتغالي الراحل مانويل تكسيرا غوميز الذي اختار العيش في الجزائر، وهو المولود في أواسط القرن العشرين (1862) بالجنوب البرتغالي، بمدينة تطل على البحر. وبعد انتصار البرتغال في 1910، أرسل كسفير لبلده في لندن وهو موقف اعتبره مختصون بالمهم، وبقي في منصبه إلى غاية 1923، وهي السنة التي انتخب فيها رئيسا للبرتغال، فضلا عن تتويجه بمنصب نائب لرئيس عصبة الأمم بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى. ويبدأ الفيلم باستعراض السنوات المضطربة والتي تمثلت في صعود الفاشية، لكن نجح غوميز رغم الثورات العسكرية المستمرة والأزمة المصرفية التي شهدتها بلاده وأوروبا، بتكوين حكومة إصلاحية وتحدى التقاليد والممارسات الكاثوليكية وتغنى بالثقافة العربية الإسلامية. ويبرز العمل كيف استقال غوميز وترك البرتغال على متن القارب الأول من لشبونة، ليس في الشهر، كما اقترحت سكرتيرته، ولكن "في تلك اللحظة"، وركب سفينة الشحن الهولندية "زيوس" (الإسم المناسب مع ثقافته التقليدية) دون أن يركب معه أي مسافر من شمال إفريقيا. وخلال عطلة طويلة في المغرب العربي، قال انه عاش مع البدو في الصحراء الجزائرية، حيث وجد أخيرا شعورا بالراحلة كما كان يقول، وخلال وصوله إلى عنابة وعمره 70 سنة، أعجب بمدينة بونة، وهناك أغرم بفتاة، قبل أن يسافر إلى مدينة قال أنّها الأجمل في شمال إفريقيا "بوجي" أو بجاية (حاليا). وتوفي بهذه المدينة في عام 1941. الفيلم يقدم بالبرتغالية (نسخة أصلية) ومترجما بالفرنسية والأمازيغية واللهجة الجزائرية، يؤدي بطولته الرئيسية الممثل ينساندي فليب (مانويل تكسيرا) وإدير بن عيبوش (أمقران).