تهافت آلاف الشباب الجزائريين على مدار اليومين الماضيين على قصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة، الذي يعرض 1000 منصب عمل لخريجي الجامعات والشباب الحالمين بتطليق البطالة، حيث فاق عدد الزوار خلال اليومين الأوّلين 10 آلاف زائر تدفقوا على الطبعة ال16 لصالون المواهب والتوظيف التي تقام من 16 إلى ال18 فيفري، فيما يتوقع المنظمون إقبالا إجماليا يزيد عن 16 ألف زائر. وخلال جولة قامت بها "الشروق" إلى الصالون وقفنا على الإقبال الكبير لهذه الفئات التي وجدت في الحدث مناسبة لكسر الجدار العازل بينها وبين مسؤولي المؤسسات، كما أنّه قرب منها مجال البحث بدل التنقل إلى كل مؤسسة على حدا.
بطّالون: الصالون كسر الجدار العازل مع المؤسسات وحسب ما أكده لنا هؤلاء فإنهم تمكنوا من تلقي كافة الشروحات على انشغالاتهم، حيث استحسنوا الفكرة بدل إيداع الطلب على مستوى مصالح الاستقبال بالمؤسسات لتحال إلى سلة المهملات. وأجمع من تحدثنا إليهم من طالبي العمل على أنه رغم تيقنهم من عدم تلبية طلبات الجميع إلا أنها محاولة لا بد من القيام بها، علها تصيب الهدف.
45 شركة تعرض 1000 منصب عملgraduate"" وحسب العربي رحماني، مسؤول الصالون على مستوى مؤسسة "graduate" فإن الصالون يعرض 1000 منصب عمل من قبل 45 شركة مشاركة تمثل قطاعات مختلفة، وهو يفتح أبوابه من العاشرة صباحا إلى غاية السادسة مساء لإعطاء فرص للزوار. خصوصية الطبعة الحالية، حسب العربي رحماني، تتمثل في تنظيم صالون افتراضي في طبعة إلكترونية موازية لإعطاء فرصة للمغتربين الجزائريين من طلبة وباحثين للحصول على وظيفة في الجزائر، لا سيما أن الشركات الجزائرية تبدي اهتماما بالخبرة الجزائرية المؤهلة في الخارج، حيث يمكن طالب العمل من إرسال سيرته الذاتية والتواصل مع أصحاب المؤسسات.
الصناعة والتجارة والتسويق هيمنة ثلاثية على العرض والطلب هيمنة ثلاثية الصناعة والتجارة والتسويق على عروض العمل وطلباته وبإجماع من أرباب العمل والبطالين، حيث إن هذه المجالات تعد الأكثر استقطابا للشباب وتعتبر واعدة بشكل كبير. وحسب ما أكّده العربي رحماني ورحمة بن طبّة ممثلة موقع "أومبلواتيك"، فإنّ القطاع الصناعي هو القطاع المسيطر والواعد في الوقت الحالي واحتل المرتبة الأولى من حيث الطلب والعرض يليه القطاع التجاري والتسويق وبعدهما قطاع الهندسة المتخصصة، كما أنّ القطاع الخاص يحتل المرتبة الأولى في التوظيف مقارنة مع القطاع العمومي.
الأزمة الاقتصادية تعصف بعروض العمل في الجزائر عصفت الأزمة الاقتصادية بعروض العمل المقترحة في الصالون مقارنة مع الطبعة الفارطة، وهو ما لاحظه الكثير من الزوار وأكده ممثلو المؤسسات المشاركة. وبلغة الأرقام انخفض عدد المناصب المقترحة إلى ألف بعد أن قارب العام الفارط 1500 منصب، كما انخفض عدد المؤسسات من 100 مؤسسة تقريبا إلى 45 مؤسسة في الطبعة الحالية. وبرر العربي رحماني الوضع بالظروف الاقتصادية والأزمة التي تمر بها البلاد، والتي انعكست على المؤسسات الاقتصادية، حيث غاب عدد من المؤسسات لا سيما في مجال السيارات التي لم نعثر لها على أي تمثيل وقطاع الاتصالات الذي مثلته "جيزي" فقط وحضر القليل منهم. ولم يمتلئ الجناحان المخصصان للمؤسسات العارضة، ما عدا القاعة الرئيسية عكس الطبعة السالفة. ويقول العربي رحماني "نهدف إلى تشجيع حضور المزيد من المؤسسات لتوفير عروض أكبر وتحقيق نوع من الرضا لدى الشباب، لكن عدم التجاوب حال دون ذلك بسبب الظروف الخاصة بكل مؤسسة لا تخصص ميزانية للبحث عن الموارد البشرية المميزة".
"Emploitic" توظّف 18 ألف شخص سنويا أكدت رحمة بن طبّة، ممثلة موقع التوظيف com. Emploitic على مستوى الصالون ورئيسة منتوج بالموقع في حديثها للشروق أن موقعهم يعرض 1800 فرصة عمل من بينها مؤسسات حاضرة في الصالون وأغلب المناصب يتقدم بها القطاع الخاص. وتضيف بن طبة "نحاول بذل الجهود لتحسيس القطاع العام بالانضمام إلينا لما يوفره الموقع من سرعة وشفافية في التوظيف". وكشفت المتحدثة أن الموقع وظّف العام الفارط 18 ألف طالب عمل 30 بالمائة منهم أقل من 24 عاما.
"أزاديا" تعرض فرص عمل عبر 20 محلا في الجزائر وحسب كناوي علاء الدين، ممثل مؤسسة "أزاديا" في الصالون ومسؤول التكوين والتطوير، فإن مؤسسته تشرف على 668 محل تجاري عبر 18 دولة منها 20 محلا لعلامات عالمية في الجزائر، لا سيما على مستوى المراكز التجارية الكبرى، وتستهدف توظيف الشباب والطلبة بما يتوافق وبرنامجهم التعليمي، حيث توفر فرصا عمل ل10 أشخاص شهريا على الأقل من بائعين وأمناء الصندوق وأعوان في المستودعات.