تعد مدينة حاسي مسعود من المناطق الحيوية والنشطة في إنتاج النفط بجميع أنواعه؛ حيث توجد المئات من الشركات الوطنية والأجنبية في هذا المجال بمحيط حاسي مسعود وضواحيها؛ إضافة لتواجد المئات من الورشات العاملة بالجنوب والتابعة لهذه الشركات، حيث يتم إنشاء المئات من الآبار النفطية والتي يتم ربطها عبر أنابيب إلى محطات التخزين والضخ وكل العمليات المرافقة لذلك. المشكل المطروح والذي ظهر بشكل متزايد خلال السنوات الأخيرة هو وجود تسربات نفطية في العديد من الأنابيب النفطية، والتي تربط مختلف الآبار التي تم غلقها والانتهاء من عملية إنشائها من طرف شركة سوناطراك؛ إضافة للتسربات الموجودة بهذه الآبار نفسها، خاصة القديمة منها؛ وهو ما شهده بئر قريب من منطقة "سينا" التابع لسوناطراك في الجهة الشمالية لمدينة حاسي مسعود منذ اليومين الماضيين حسب مصادر مؤكدة ل"الشروق"، حيث أدى انفجار كبير لأنبوب ناقل للنفط إلى تسرب كميات معتبرة لهذه المادة ولمدة طويلة، قبل أن يتم السيطرة عليه من طرف أعوان التدخل لذات الشركة. ويرجع ذلك إلى وضع أنابيب غير محكمة ومؤمنة فيما يخص عمليات الربط، إضافة لقدم بعض الأنابيب وعدم تجديدها من قبل المصالح المعنية، ما أدى في الأخير لتزايد هذه الظاهرة؛ والتي تساهم بنقص كميات معتبرة من مخزون مادة النفط الخام والتي غالبا ما يتم نقلها إلى المخازن الرئيسية، خاصة الموجودة بمنطقة حوض الحمراء والتي تبعد ب20 كلم عن مدينة حاسي مسعود؛ هذه الأخيرة تعتبر من المحطات الرئيسية لمادة النفط على المستوى الوطني. وفي نفس السياق، مازال البئر الموجود بمنطقة الخويلدات يعاني من تسرب منذ أكثر من شهرين، حيث كانت "الشروق" قد أثارت الموضوع من خلال الشكاوى المقدمة من طرف سكان قرية الخويلدات، حول خطورة التسربات من البئر الذي يوجد بالقرب من محيط القرية، حيث مازال إلى يومنا هذا على حاله دون أن يتم معالجة التسرب والذي يشكل خطورة بالغة على السكان أمام عدم اهتمام المصالح المعنية لشركة سوناطراك بالوضع. وأفادت مصادر مطلعة ل"الشروق" أنه توجد حالات عديدة وهي في تزايد مستمر فيما يخص هذه التسربات سواء على مستوى الأنابيب الناقلة للنفط أو الآبار الموجودة بمحيط مدينة حاسي مسعود، وما خفي أعظم، خاصة أنه توجد الآلاف من الأنابيب النفطية المنتشرة بالجنوب الجزائري. وما يزيد الوضع خطورة هو وجود بعض الآبار غير محمية، حيث أن العديد منها لم يسيج بالشباك الحديدي الذي يحميها، زيادة على تراجع دور الرقابة من طرف عمال الأمن والحماية الصناعيين في مراقبة وحماية هذه الأنابيب النفطية والتي يمكن أن تشكل تهديدا حقيقيا على المناطق العمرانية التي تتواجد بها كمدينة حاسي مسعود.