دعا أكد رئيس حركة مجتمع السلم سابقا، ووزير الدولة السابق، أبو جرة سلطاني، المترشحين للإنتخابات التشريعية المقبلة، إلى الكف عن تقديم الخطاب الواعد وأن يوجّهوا خطابهم إلى البرامج الواقعيّة. انتقد سلطاني، في منشور كتبه على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك" بعنوان "خطأ في العنوان بين قصر زيغود والمرادية"، فيه خطاب المترشحين للتشريعيات بعد مرور أسبوع عن الحملة الإنتخابية وقال "عنوان كثير من مرشحيكم خطأ يا أيها النواب، فالخطاب الذي تدغدغون به عواطف الناخبين خطاب رئاسة وليس خطاب برلمان، وهو من صلاحيات ساكن قصر المرادية وليس من صلاحيات المصوّتين بنعم والمصوّتين بلا، والممتنعين في قصر زيغود". وأضاف "كما كان متوقّعا تماما رافعت التشكيلات السياسة، في أسبوع جسّ نبض المواطنين، بمفردات قاموس تعود صلاحيات استخدامها إلى مصالح رئاسة الجمهورية أو أعضاء الجهاز التنفيذي، بإطلاق وعود ضخمة لا يقدر على الوفاء بها نائب يعلم جيدا أن صلاحياته نظريا منحصرة في أمرين هما التشريع والرقابة". وقال "أما عمليا فمساءلة أعضاء الحكومة مشافهة أو مكاتبة، ورفع انشغالات المواطنين إلى زملائهم الوزراء، وهم يعلمون أن أكثر هذه المطالب لا يتحملها الظرف الصعب لعهدة التقشف، فقد سمعوا من أفواه المواطنين في مختلف ولايات القطر ما يصلح أن يكون برنامجا للمرشحين المحتملين لخوض غمار محليات 2017 كونهم أقرب إلى التنفيذ منهم إلى التشريع..". وأوضح "من حق الطبقة السياسة المرافعة عن حياة أفضل، ومن حق المواطن أن يحلم بتحسين مستوى المعيشة، وليس عيبا أن نذكّر أهلنا بنعمة الأمن والاستقرار وبرصّ الصف بناء الجدار الوطني وحماية المكتسبات والوحدة الوطنية والثوابت.. وبالعمل على استكمال بناء دولة القانون..ولكن من الواجب أيضا أن يستشعر فرسان الحملة الانتخابية عواقب المساس بالخطوط الحمراء.. فمن غياب الذكاء السياسي التورط في العرقلة الانتخابية الجالبة لضربات الجزاء". ومن أخطرها –يقول سلطاني- خمسة ممارسات لا تمتّ للخطاب السياسي بصلة، وهي تخويف المواطنين بالإرهاب، مقايضة الأصوات بالأقوات، استدعاء أوهام "المدينة الفاضلة" أو الجمهورية المثالية، التسلق على أكتاف الرموز لافتكاك كرسي وثير وأخيرا استخدام النابي من اللفظ والمتروك من المعنى والحوش من المهجور.. وألح رئيس حركة حمس السابق، على منشطي الحملة "سحب هذه العملة الزائفة من التداول الانتخابي، فإن عواقبها وخيمة، واستخدامها مرذول، ونتائجها مخيّبة للآمال.. وهي مقايضة رخيصة توهم الرأي العام أن بعض نواب البرلمان سوف يلتحقون فور إثبات عضويتهم بالغرفة السفلى بالأسلاك المشتركة المرابطة على ثغور الوطن وبالقوات الخاصة المتقفّية لآثار الداعشيّة لتعزيز القدرات القتالية لجيشنا الوطني الشعبي ومختلف أسلاك الأمن" –يضيف سلطاني-. ونبه أبو جرة سلطاني المترشحين إلى الحذر من "الكذب السياسي والرشاوَى العاطفية فإنهما تزوير للثقة ودفع للناخبين لتوسيع دائرة العزوف، ولا أحد يجهل أن تزوير الثقة أخطر على مستقبل الديمقراطية من تزوير الوثيقة، وكلاهما عند الشعب مذموم". وختم بالقول "بعد انقضاء الأسبوع الأول من الحملة وجب أن تكفّوا عن الخطاب الواعد وأن توجّهوا خطابكم إلى البرامج الواقعيّة، فإن الأسبوع الثاني من الحملة هو أسبوع فرز الوجوه وكسب القلوب وجنْي الأصوات، بعد سماع الخطاب والتعرف على الفرسان، فإن منشط حملة بلا وجه يعد الناس بما لو كان قادرا على تحقيقه لآثر به حزبه ولأراح واستراح".