قلّصت الجزائر تحويلات المرضى الجزائريين للعلاج في الخارج بنسبة كبيرة قدرها المدير العام لصندوق الضمان الاجتماعي للعمال الأجراء حسان تيجاني هدّام بنحو 90 بالمائة، وأرجع المتحدث الفضل في هذا إلى التطور والخبرة الطبية المكتسبة من خلال الجهود المبذولة لتعزيز الكفاءات الوطنية ومرافقتها بمختلف التجهيزات والوسائل. وجاءت هذه التصريحات خلال اليوم الأوّل الطبي الجراحي حول العيادة المتخصصة في الجراحة القلبية للأطفال ببوسماعيل المنظم في إطار المخطط الاستراتيجي 2017-2019، الهادف إلى تقليص قائمة انتظار المرضى والتحكم في النفقات وتقليص التحويلات للخارج، حيث قال هدام "الصندوق يعيش باشتراكات المؤمنين ولهذا نحرص على تدعيم وتنشيط جهودنا لضمان خدمات راقية تنال الرضا". وأكّد هدام "قلّلنا في العشر سنوات الأخيرة من تحويل الحالات للخارج بفضل تطوّر مؤسساتنا الطبية وتأهيل الخبرة الطبية الجزائرية وكذا استفادة عيادة بوسماعيل من الخبرة الأجنبية والتحويل التكنولوجي". وكشف المتحدث بالمناسبة عن توقيع تعاقدات مع عيادات خاصة وأخرى أجنبية في كل من فرنسا وبلجيكا لرفع نسبة التكفل بالأطفال المرضى بتشوهات قلبية، وأشار أيضا إلى توأمة في الأفق بين "كناص" وأطراف أجنبية رفض الكشف عنها في الوقت الحالي. وسلّط اللقاء العلمي المنظم بالمركز العائلي ببن عكنون الضوء على مسيرة 30 عاما من نشاط العيادة المتخصصة في الجراحة القلبية للأطفال ببوسماعيل والتطور الذي حققته، وعرفت العيادة تطورا كميا وكيفيا بشهادة المسيرين والعاملين. وبلغة الأرقام، أكد هدام أن العيادة أجرت خلال العام 2016 ما يناهز 1261 جراحة قلبية وقسطرة، كما تم استشفاء 1653 مريض آخر بالإضافة إلى إجراء 17451 فحص طبي و25 ألف تحليل طبي. وتمكّن العيادة أولياء المرضى من الإيواء، كما ترافق المختصة النفسية المريض وأولياءه وتحضرهم للعملية مما يسمح بالتكييف النفسي والاجتماعي للمرضى، حيث تم إيواء 3600 مرافق للمرضى. من جهتها البروفيسور حاج ميلود مريم المختصة في جراحة القلب للأطفال على مستوى عيادة بوسماعيل تطرقت في حديثها للشروق إلى بعض أسباب الإصابة بالمرض على غرار بعض حالات الزواج المختلط والإصابة بالروبيول "الحصبة الألمانية". كما عرّجت المختصة إلى تقنيات التشخيص قبل الولادة في الخارج التي تكتشف التشوهات الخطيرة وبناء عليها يتقرر توقيف الحمل، وأضافت أن بعض العيادات الجزائرية توفر تشخيص "مورفوغرام" الذي يكتشف تشوهات الأجنّة قبل الولادة، لكن للأسف تقول المتحدثة التشريع الجزائري لا يسمح بإجهاض الطفل فيولد وتولد معه المعاناة.