تعرف المعالم الأثرية، عبر كامل تراب ولاية تمنراست ، حالة من التدهور الشديد، خلال السنوات الأخيرة، جراء الإهمال وغياب اهتمام مسؤولي قطاع الثقافية بعاصمة الأهقار السياحية، وبالمواقع الأثرية في الولاية الشاسعة المساحة. دق عدد من المهتمين بالآثار بالولاية ناقوس الخطر، فقصر شيخ عقال التوارق موسى اق مستان مثلا، والكائن بحي صورو بمدينة تمنراست حالة من الإهمال، وذلك منذ سنوات، حيث تحول القصر التاريخي إلى مفرغة عمومية، ومكان لرمي النفايات، وما زاد من تدهور وضعيته وقوعه في منطقة معزولة من الحي، واستغرب العديد من مثقفي المنطقة في هذا الصدد، من عدم استفادة المعلم التاريخي المذكور، من مشروع لترميمه من طرف مصالح وزارة الثقافة، خاصة وأنه يعد مقصدا للسياح الأجانب ، بحكم أنه يرمز لحقبة زمنية من تاريخ منطقة مهمة من الجزائر، وتشير التقارير المعدة في ذات الصدد، على نفس الوضعية التي يعيشها قصر سيلت العتيق، والواقع على بعد 180 كيلومترا عن عاصمة الولاية، وكشف ناشطون جمعويون في الإطار، أن أهم معالم القصر قد انهارت أو أوشكت بسبب العوامل المناخي، خاصة سقوط الأمطار. ويعتبر قصر سليت من أقدم المعالم الأثرية في الجهة، إذ تشير الدراسات التاريخية على أنه شيد سنة 1780 م، ويتميز بأنه وجل جدرانه بينت من مادة الطوب المحلية، ورغم تسجيله كتراث وطني من طرف ديوان حظيرة الأهقار منذ حوالي ربع قرن، الا أن غياب الوسائل والإمكانيات، يتم بها حماية المعلم السياحي من عبث الإنسان من جهة، والتقلبات المناخية جعله يتحول إلى مفرغة عمومية، ترمي فيه كل أنواع الفضلات هذا فضلا عن تأثر القصر، بالعوامل المناخية المختلفة التي تتعرض لها المنطقة خلال فصول السنة. وحسب رئيس جمعية حماية التراث بسيلت، فقد تم طرح الانشغال على المدير الولائي للثقافة الحالي، من أجل برمجة مشروع للترميم القصر، على غرار قصبة اباجودة بعين صالح، لكن إلى غاية الآن، بقيت تصريحاته مجرد وعود، يكررها حتى المسؤولين عند زيارتهم لسليت، أو مناقشة الملف في دورات المجلس الشعبي الولائي، ويحمل فاعلون في المجتمع الدنيا بتمنراست، مديرية الثقافة الوضعية الخطيرة التي آلت إليها المعالم الثقافية في عموم الولاية، وتسأل العديد منهم عن الجدوى من إنفاق الملايير من السنتيمات سنويا، على إقامة المهرجانات الغنائية، أحيانا لا تكون فائدة منها، بينما يتم رفض تخصص جزء من ميزانياتها، كل سنة لترميم أحد القصور. من جهة عبر عديد السياح الأجانب الذين يقصدون هذه المعالم، الوضعية الكارثية لهذه التحف الإنسانية، خاصة ان حظيرة الأهقار سجلت لدى اليونسكو كأكبر حظيرة عالمية في الهواء الطلق، بمعية حظيرة الطاسيلي، ويعول سكان تمنراست على وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، على جهوده الخاصة، لإعادة الروح لهذه القصور التراثية التي تمثل جزءا من الذاكرة الجمعية للشعب الجزائري بشكل عام والتوارق بشكل خاص، وحمايتها من عبث الإنسان.