وقّعت سهرة الأحد، سلسلة "عاشور العاشر" آخر حلقة من حلقات موسمها الثاني الذي بثته قنوات "الشروق" طوال رمضان الجاري، وسط إعجاب الجمهور الجزائري الذي تابع العمل حلقة بحلقة، كما حصد عمل المخرج جعفر قاسم "اللايكات" وحظي بالتعليق عند رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا "فايسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب".. فهلل الجميع لإبداع السلطان عاشور ولمسة قاسم الإخراجية. بعد عديد الحلقات التي تابعها الجزائريون بشغف عقب الإفطار على قنوات "الشروق" حول "المملكة العاشورية"، انتقل الشغف والهوس بالعمل إلى جدران العالم الافتراضي الذي تأجج بتعليقات إيجابية نارية تشكر المخرج، في حين دهش مشاهدون للمسة "الجعفرية" التي مزجت بين الكوميديا والدراما بنجاح وتميز بعدما كانوا يعتقدون أنّ العمل منذ حلقته الأولى يسير وفق الخط الفكاهي الكوميدي الذي تعودوا عليه سواء في "السلطان عاشور" أم في أعمال جعفر قاسم السابقة، سواء في "الجمعي فاميلي"، "بوزيد دايز" أم "ناس ملاح سيتي"، لكن فاجأهم في الحلقات الأخيرة، حيث بات العمل دراميا بنسبة كبيرة. ويجمع نشطاء "فايسبوك" و"تويتر" بصوت واحد على حبهم ل"عاشور العاشر" الذي يعتبرونه طفرة في عالم الكوميديا بالجزائر، ويختلف عن عديد الأعمال التي يقدمها مخرجون جزائريون، صنع التميز وحقق النجاح والانتشار الواسع في المجتمع الجزائري ربما لاعتبارات عديدة، أنّه لسان حال الجزائريين في التعبير عن واقع بلادهم، كما أنّ الإسقاطات التي طرحها طوال حلقاته لا تخلو من السخرية والصدق في الوقت نفسه عمّا يعيشونه. كما تفاعل رواد المواقع الافتراضية مع جمل وعبارات وكلمات سيناريو العمل، حيث راح بعضهم يعيد سرد حديث الوزير "قنديل" في الكلام وقام آخر بتبني مقولات "نوري" خادم السلطان الشهيرة وراح ينشرها عبر الفايسبوك منها "مولاي الفلان بالتشيكولا تاعك يترعد"، "الله يزيد في عمرك وينقص في عمرنا" أو خطابه الشهير: "يا سكان المملكة عندي ليكم خبر عاجل، بلاغ هام، حملة ذات منفعة عامة".. إلخ، وغيرها من العبارات الفكاهية التي لا يختص بها إلا الجزائريون. أو ما يقوله "تير الهادي" (الباجي): "راني نقول ونعاود ومنزيدش نعاود"، أو "لي سمع سمع واللي ما سمعش الله لا سمع"، دون أن ينسى الرواد الكلمات الاستثنائية والشهيرة في المملكة العاشورية التي يختص بها "دحمانيس" (عثمان بن داود) وما يأتي على وزنها من مصطلحات فرنسية وعربية ودارجة. ويقول أحد الناشطين إنّ "عاشور العاشر" مسلسل جيد، والمخرج جعفر قاسم أثبت جدارته في الكوميديا والدراما". وعلق: "يعطيه الصحة، القصة محبوكة جيدا والسيناريو رائع هذا من الأعمال التي نفتخر بها". وتابع في معرض حديثه: "جميل أن نتذكر ألا نضحك فقط ويجب القليل من الجدية التي تحمل في طياتها رسائل هادفة إلى المجتمع الجزائري". ويشاطر آخر ما قاله المعلق الأولّ عندما اعتبر أنّ السيناريو جيد وغزير بالألفاظ والمعاني المستمدة من الطبقة البسيطة في المجتمع الجزائري". وغرّد أحدهم: "مؤثرات صوتية موظفة بطريقة رهيبة.. حقا إنّه عمل فني متقن ورائع"، وأكد جزائري من مرسيليا فقال": "يعطيكم الصحة إنجاز رائع وتصوير أروع... فشكرا لكل من شارك في هذا المسلسل".