وسط أجواء جنائزية مهيبة حضرها مئات المواطنين إلى جانب زملاء الضحايا العاملين في قطاع الصيد البحري، شُيّعت بمدينة مستغانم جثامين ثلاثة بحارة، كانوا مفقودين في عرض البحر، بعد ما حطمت الأمواج قبل أيام، سفينة الصيد "عمر إلياس" التي كانوا على متنها. وعثرت مصالح الحماية المدنية لمدينة مستغانم على جثث ثلاثة بحارة من طاقم سفينة "عمر إلياس"، التي تحطمت ليلة الأربعاء الماضي في عرض البحر تحت تأثير الأمواج القوية، حيث هلك أربعة بحارة، في حين تم إنقاذ ربان السفينة رفقة الميكانيكي. وذكرت تقارير الحماية المدنية، أن جثة الصياد أسامة البالغ من العمر 36 عاما، وأب لطفلين، تم العثور عليها صبيحة الخميس بشاطئ كلوفيس الصخري شرق مدينة مستغانم، فيما تم انتشال جثة البحار نبيل بوخدمي صاحب 30 ربيعا من شاطئ الشعيبية، أما جثة البحار ناصر الذي ينحدر من حي الهانة، فقد عثر عليها في شاطئ المرسى التابع لولاية الشلف على الحدود المتاخمة لبلدية أولاد بوغالم على بعد 90 كلم شرق ولاية مستغانم، علما أن جثة الصياد الرابع كان قد عثر عليها أعوان الحماية المدنية الأربعاء الفارط. وطالب أهالي الضحايا، السلطات بضرورة تسليط الضوء على حيثيات ووقائع هذه الحادثة المأساوية، التي راح ضحيتها أناس بسطاء ينحدرون من أحياء فقيرة ويعيشون في ظروف اجتماعية مزرية، يعيلون أسرا تعيش أزمة سكن. واعترف عدد من البحارة زملاء الضحايا، أنهم رفضوا دعوة الخروج في تلك الظروف المناخية، والتي تعذر خلالها على جميع أسطول الصيد البحري بالولاية المغامرة بأرواح طواقمهم البحرية باستثناء سفينة "عمر إلياس". وكشف مهنيو الصيد البحري الذين استجوبتهم "الشروق"، أن الظروف لم تكن مواتية بتاتا للإبحار، حتى أن ربان السفينة هو الذي التزم بمسؤولية الإبحار أمام فرق حرس السواحل، حيث يصعب في مثل هذه الظروف من خلال تواجد سفينة عرض البحر، يمارس طاقمها الصيد بمفرده في ظل انعدام أي وسيلة تدخل وإنقاذ في حال حدوث أي طارئ بالإضافة إلى كون المركبة خشبية وقديمة لا يمكنها تحمل تسرب المياه ومقاومة الأمواج والرياح.