يُجمع الكثير من المتتبعين على أن ولاية باتنة محظوظة بتوفرها على مدن أثرية يعود تشييدها إلى قرون بعيدة، إلا أن غياب ثقافة الاستثمار السياحي جعلها تغرق في سبات عميق، مصحوبا بمظاهر الإهمال وقلة العناية، وهو الأمر الذي تأسف له الكثير من أبناء المنطقة والوافدين من مختلف ولايات الوطن والخارج. تعد المدينة الرومانية بتيمقاد من المواقع الأثرية القليلة التي تحظى بالعناية والاهتمام، قياسا بمناطق ومدن وآثار أخرى حبيسة التهميش والنسيان، حيث أن مدينة "تاموقادي" باتت تعرف من خلال المهرجان الدولي المنظم صائفة كل عام، ورغم الميزانية المسخرة له من قبل الجهات الوصية، إلا أنه حسب المتتبعين والعارفين، يبقى غير كاف للنهوض بالنشاط السياحي الذي يعرف حركية محتشمة في أغلب أيام السنة، ورغم أن موقع تيمقاد الأثري مصنف كتراث عالمي منذ العام 1982 من طرف اليونيسكو، ويعود تأسيسه إلى سنة 100م، إلا أنه لم يتم تفعيله بالشكل الذي ينعكس بالإيجاب على المنطقة، وهو ما يجعله ضحية غياب الثقافة والترويج السياحي الذي تعاني منه مختلف المواقع الأثرية والطبيعية للمنطقة، وأغلب ولايات الوطن، قياسا ببلدان مجاورة أو صديقة، في مقدمة ذلك تونس والمغرب، ويظهر أن واقع "تاموقادي" لا يختلف عن الموقع السياحي المشابه له بواد عبدي الواقع على بعد 37 كلم من عاصمة الولاية باتنة، وعلى ارتفاع 1725 متر.