صوت البرلمان العراقي بأغلبية أعضاءه، الثلاثاء، برفض الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان المقرر في الخامس والعشرين من سبتمبر الجاري. وأعرب رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري - على حسابه الشخصي على موقع فيسبوك - عن رفضه الاستفتاء وإلزام رئيس الوزراء حيدر العبادي باتخاذ التدابير كافة التي تحفظ وحدة العراق والبدء بحوار جاد لمعالجة المسائل العالقة بين بغداد والإقليم. وحسب النائب محمد الكربولي غادر النواب الأكراد جلسة البرلمان قبيل التصويت بينما قلل النائب الكردي ماجد شينجالي فى حديث لوكالة رويترز للأنباء من أهمية هذا القرار و قال إنه بلا قيمة ولن يحول دون المضي قدماً في إجراءات الاستفتاء. وتم التصويت بناء على دعوة 80 نائباً برلمانياً لوضع استفتاء إقليم كردستان على جدول أعمال جلسة البرلمان. في سياق متصل، يزور رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني اليوم (الثلاثاء)، مدينة كركوك الغنية بالنفط، بهدف طمأنة أبناء المحافظة بكافة أطيافهم وقومياتهم أن الاستفتاء سيصب في مصلحة أهالي إقليم كردستان والمناطق المتنازع عليها. ورفض رئيس الوزراء العراقي العبادي الاستفتاء مراراً واعتبره انتهاكاً لدستور البلاد. ويعد استفتاء إقليم كردستان غير ملزم إلا أنه منتقد من جانب الولاياتالمتحدة والقوى الغربية المتحالفة مع العراق باعتبار أنه يشتت جهود الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسوريا. ومن المقرر إجراء الاستفتاء ليس فقط في المحافظات الثلاثة التابعة للإقليم - دهوك وأربيل والسليمانية - ولكن أيضاً في المناطق التي يسكنها غالبية كردية وتلك التي حررتها قوات البيشمركة الكردية من قبضة تنظيم "داعش". وتخشي الدول المجاورة كإيران وتركيا من أن يعزز هذا الاستفتاء النزعات الانفصالية لدى الأقلية الكردية في هذه الدول. ويسعى الأكراد لإعلان دولتهم المستقلة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى حينما قسمت الدول الكبرى منطقة الشرق الأوسط بحدوده الحالية ومنذ ذلك الحين يعيش الأكراد موزعين في أربعة دول هي: تركيا وإيران والعراق وسوريا. ويعد الأكراد رابع أكبر مجموعة عرقية في الشرق الأوسط، ويشكلون ما بين 15 إلى 20 في المائة من سكان العراق البالغ عددهم نحو 37 مليون نسمة كما يتمتع إقليم كردستان العراق بحكم ذاتي منذ عام 1991. وقبل نحو ثلاثة أشهر، اتفق مسؤولون في حكومة الإقليم وأحزاب سياسية كردية على عقد استفتاء على الاستقلال.