شعب فقير ومتخلف اجتماعيا ولا يحسن لعب كرة القدم بثت المحطة التلفزيونية "بي بي سي وان« التي تطلق برامجها باللغة الإنجليزية من العاصمة البريطانية لندن، قبل ساعات قليلة من المباراة التي ستجمع بين المنتخب الوطني الجزائري ونظيره الانجليزي بتاريخ 18 جوان الجاري، لحساب الدور الأول من نهائيات كأس العالم التي تحتضنها جنوب إفريقيا حصة استفزازية مطوّلة عن الجزائريين، وقد ركزّ المشرفون على إعداد هذه الحصة في تقاريرهم على الجانب الاجتماعي لحياة المواطنين الجزائريين، وبثوا صورا ولقطات عن المساكن القصديرية ببعض الأحياء القصديرية في ضواحي الجزائر العاصمة، كما أنهم ركزّوا أيضا في تقريرهم الإعلامي على مختلف المراحل التي مرّت بها الجزائر منذ مطلع التسعينيات ووصفوا شعبه بأنه يتميز بسلوكات عنيفة، نتيجة الظروف الاجتماعية الصعبة التي يعيشها، قبل أن يعرّج صاحب التقرير عن مشوار المنتخب الوطني الجزائري في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأسي إفريقيا والعالم، وأظهر صورا عن مباراة الدور نصف النهائي لكأس إفريقيا الأخيرة بأنغولا والتي انهزم فيها منتخبنا الجزائري أمام نظيره المصري بنتيجة أربعة أهداف دون رد، وعلق صحفي البي بي سي على ذلك بأن شعب الجزائر الذي يعيش الفقر والأوضاع الاجتماعية المتدنية لا يمكنه بعث فريق وطني من شأنه الوقوف في وجه أكبر وأعرق الفرق العالمية، خاصة منها المنتخب الانجليزي الذي يملك خبرة طويلة في عدد المشاركات في نهائيات كأس العالم. وتناسى التقرير الذي كان مجحفا في حق تشكيلة محاربي الصحراء، الدور الذي أداه الخضر في التصفيات وظهورهم بوجه يعكس بجدية الوجه الحقيقي لمنتخب شاب تمكن من خطف الأضواء في مختلف فضائيات العالم، بفضل نتائجه المحققة في مختلف المباريات والإطاحة بالمنتخب المصري بطل القارة السمراء في موقعة أم درمان. وبمساندة مطلقة من حكومته وجمهوره الذي تم تصنيفه أحسن جمهور مشجع لفريقه. كما تناسى التقرير أيضا بأن المستوى المعيشي والظروف الاجتماعية لم تكن أبدا مقياسا لظهور النجوم والأبطال، وعلى سبيل المثال لا الحصر فالأسطورة البرازيلي بيليه نشأ في واحد من أفقر الأحياء في العالم بمدينة ساو باولو البرازيلية، المصنفة من أكثر المناطق من حيث عدد حالات الطلاق، وانحلال الروابط الأسرية والإجتماعية، كما أن النجم الأرجنتيني مارادونا نشأ وترعرع في واحد من أفقر الأحياء بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، وكان مدمن مخدرات ولا يكاد يخرج من مشكلة اجتماعية حتى يقع في أخرى. وما أكثر اللاعبين من نجوم العالم الذين خرجوا من الأحياء الفقيرة وتألقوا بحصولهم على أغلى الألقاب لمهاراتهم التي سجلت أسماءهم من ذهب في سجلات الكرة العالمية. الحصة التي أثارت غضب أفراد الجالية الجزائرية المقيمة في بريطانيا،دفعت بالعديد منهم إلى التحدي مع الإنجليز ونشروا العلم الوطني الجزائري في شرفات المساكن، وتهافتوا في الاتصال بأهاليهم في الجزائر حتى يبعثوا لهم بمختلف الألبسة الرياضية التي تحمل ألوان العلم الوطني الجزائري، خاصة منها القمصان التي تحمل أسماء زياني، بوقرة، مطمور، مغني وغيرهم في تشكيلة رابح سعدان.