غادر المتهمون في قضية وفاة المرأة الحامل وجنينها بعين وسارة بولاية الجلفة، صبيحة الثلاثاء، المؤسسة العقابية بعد انقضاء مدة السجن التي تمت إدانتهم بها، حيث تم الحكم عليهم بعام سجنا منه شهران نافذان في حق الطبيبة المختصة في أمراض النساء والتوليد بمستشفى عين وسارة، وستة أشهر حبسا منها شهران نافذان في حق كل من القابلات الثلاث ومدير المناوبة والمراقب الطبي، بعد متابعتهم بتهم عدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر، والقتل الخطأ المفضي للوفاة عن غير قصد والتزوير واستعمال المزور. تحويل القابلة المجهضة إلى المستشفى مباشرة بعد مغادرتها المؤسسة العقابية تم تحويل القابلة العاملة بمستشفى عين وسارة إلى مستشفى الطفل والأم بعاصمة الولاية، أين تم تحويلها مباشرة إلى مصلحة أمراض النساء والتوليد من أجل إخضاعها لفحوصات دقيقة، والتأكد من أنها حامل في شهرها الثالث، وهو الحمل الذي فقدته بعد تعرضها قبل أيام إلى مضاعفات صحية نقلت على إثرها إلى مستشفى الأم والطفل بالجلفة الذي أثبت وفاة الجنين، وقد أجبر الأطباء على إجهاض الجنين مباشرة بعد دخولها إلى مصلحة أمراض النساء والتوليد قبل تعرضها لمضاعفات قد تؤدي بحياتها، وكانت قد تم نقلها مساء الجمعة الماضي إلى مصلحة أمراض النساء والتوليد بمستشفى الأم والطفل، بعد تعرضها لآلام على مستوى البطن، أين تم إخضاعها لفحوصات طبية من أجل التأكد من صحة حملها، وأرجعت عائلة القابلة المسجونة أسباب وفاة الجنين إلى الضغوطات النفسية التي واجهتها المعنية وترددها على المحكمة بشكل دوري ما أرهقها، إضافة إلى الضجة التي صاحبت حبسها، مطالبة بتدخل السلطات لإنصاف المعنية خاصة وأنها في وضع حرج وحالة نفسية متدهورة. من جهته، ندد اتحاد القابلات على لسان ممثلته عقيلة قروش بحادثة وفاة جنين القابلة المسجونة في المؤسسة العقابية للجلفة واعتبر الأمر مساسا بحقوق المرأة الحامل، وأكدت قروش في حديثها ل "لشروق" أن إدارة السجن تتحمل المسؤولية الكاملة في الإهمال الذي تعرضت له القابلة المسجونة، حيث إنها لم تراع الحالة الصحية للقابلة التي أثبت حملها منذ اليوم الأول لسجنها كما أثبتت تعرضها لنزيف دموي وهي في الشهر الثاني من الحمل تقريبا الأمر الذي لم يمكنها من حقها في الاستشفاء، ونفت المتحدثة أي أخبار عن عدم صحة الإجهاض مؤكدة أن إدارة السجن تحاول إخفاء الأمر، لكن النزيلات مع القابلة وهن مهنيات في التخصص يؤكدن حقيقة الوضع، وتمسكت الجمعية بالحق في متابعة الملف وإثبات ما تعرضت له السجينة التي يطلق سراحها اليوم، حيث أكدت وجود مؤشرات وتحاليل تؤكد الحادثة وتوقيتها الفعلي وحتى أسبابها، لاسيما أن الجنين لا يزال في حالة وفاة داخل الرحم. عائلة القابلة سامية: طعنا في الحكم وننتظر البراءة من مجلس القضاء فور خروج الموقوفين من المؤسسة العقابية بالجلفة انتقلت "الشروق" إلى منزل إحدى القابلات وهي القابلة سامية، فصيح والتي تشتغل بالمؤسسة الاستشفائية بحاسي بحبح حيث لاحظنا توافد عشرات المواطنين والأقارب يحمدون الله على سلامة هذه القابلة، وقد حاولنا الاتصال بالقابلة من أجل معرفة تفاصيل أكثر في ملف هلاك الحامل وجنينها بعين وسارة غير أنها رفضت التصريح بسبب حالتها النفسية المنهارة غير أن شقيقها وخالها وحتى عمها تحدثوا مع الشروق، حيث أكد شقيقها أن متأسف على سجن شقيقته مبديا في ذات السياق فرحته بعد خروجها سالمة من السجن مؤكدا في ذات السياق أن شقيقته في هذه الساعة لم تفكر بالعودة للعمل لكن مع مرور الوقت قد تعود لعملها العادي، مشيرا أن العائلة طعنت في الحكم وهي تنتظر البراءة من مجلس قضاء الجلفة. من جهته أثنى ذات المتحدث على موقف زملائها في جميع المؤسسات الاستشفائية الذين وقفوا مع القابلات وقفة رجل واحد.