المقابلة النادرة والاستثنائية التي منحها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، لوسيلة إعلام سعودية لم تكن بادرة حسنة إسرائيلية، حسب المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، وإنما هي "بادرة حسنة سعودية تعتبر جزءا من عملية متواصلة لإعداد الرأي العام في داخل السعودية لتحويل العلاقات السرية بين الدولتين إلى علنية". يقول فيشمان إن إسرائيل لا يزال يراودها الحلم بالتحدث بشكل علني مع السعودية كجزء من ائتلاف إقليمي وحليف لواشنطن، في حين لا ترغب السعودية بأن يكون ذلك معلنا، ولكنها بادرت إلى خطوة صغيرة كان لها أصداء كبيرة، فرئيس أركان الجيش الإسرائيلي يتحدث مباشرة إلى الجمهور السعودي عن المصالح المشتركة للطرفين، بما في ذلك التعاون الأمني. واعتبر فيشمان، حسب موقع "عرب 48"، أنه من غير الممكن أن يكون نص المقابلة بالصدفة، فقد تم التنسيق بين إسرائيل والسعودية على كل كلمة فيه. كما أن ظهور رئيس أركان الجيش في وسائل إعلام سعودية لا يعتبر بمثابة "غرس الأصبع في العين الفلسطينية، فحسب، وإنما أيضا تلويح بالأصبع الوسطى لإيرانوسوريا وحزب الله"، على حد تعبيره. ويرجِّح المحلل العسكري أن يكون هناك، من وراء المقابلة، تحركٌ ما في خطة السلام الأمريكية للشرق الأوسط، والتي يعمل على "إنضاجها" منذ شهور كل من جيسون غرينبلات وجاريد كوشنر، مبعوثي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى الشرق الأوسط. وسوف يتعين على ترامب، في مارس 2018 أن يقرر ما إذا كان سيتجه نحو هذه الخطة بقوة، أم سيتنازل عنها بداعي أنه لا مجال لتطبيقها؟ ولفت فيشمان إلى أنه حصل توافقٌ بين إسرائيل والسعودية، قبل عدة شهور، وبوساطة أمريكية، على سلسلةٍ من الخطوات لبناء الثقة بين الطرفين. ورغم أنها لم تخرج إلى حيز التنفيذ، إلا أن هناك ما يشير إلى حصول تقارب. وأضاف أنه في الفترة الأخيرة نشرت تحليلات كثيرة في السعودية تعبر عن موقف السلطات السعودية، والذي مفادها "حتى لو كنا لا نحب إسرائيل، فإن ذلك لا يعني أنه لا يوجد لنا مصالحٌ مشتركة معها", واعتبر فيشمان هذا الموقف بمثابة إعداد للرأي العام السعودي، تماما مثل المقابلة التي أجراها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي. يُذكر أن موقع "إيلاف" السعودي قد أجرى الخميس مقابلة نادرة مع رئيس الأركان الإسرائيلي غادي إيزنكوت، أكد فيها استعداد إسرائيل لتبادل معلومات استخباراتية مع السعودية لمواجهة إيران. وقال رئيس الأركان، إن للسعودية وإسرائيل مصالح مشتركة تتطلب التعامل ضد إيران. ونفى وجود أي نية لدى جيش بلاده لمهاجمة حزب الله في لبنان، لكن "لن تقبل إسرائيل بأي تهديد استراتيجي لها". ودعا إيزنكوت إلى إقامة "تحالف في المنطقة لمواجهة المد الإيراني ومحاولات إيران التموضع في سوريا والعراق ولبنان والبحرين واليمن".