قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأحد، إنه لن يقبل إلا لجنة دولية واسعة للوساطة في محادثات السلام مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي لكنه لم يستبعد دوراً أمريكياً في مثل هذه اللجنة. ويشعر الفلسطينيون بالغضب إزاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال وقال عباس في كلمة خلال اجتماع لكبار المسؤولين الفلسطينيين، إن الخطوة جعلت الولاياتالمتحدة غير مؤهلة لصنع السلام. وتقول سلطات الاحتلال، إنها سترحب بالولاياتالمتحدة كوسيط لكن المساعي الأمريكية التي يقودها مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر لم تحقق حتى الآن أي تقدم. ومحادثات السلام متوقفة منذ عام 2014. وقال ترامب، إن التوصل إلى اتفاق سيكون "صفقة القرن" إلا أن عباس قال، الأحد، "صفقة العصر هي صفعة العصر ولن نقبلها". وأضاف عباس: "إننا لا نقبل أن تكون أمريكا وسيطاً بيننا وبين إسرائيل ونريد لجنة دولية أو مؤتمر دولي من أربعة خمسة (دول أو أطراف) أمريكا لحالها (بمفردها) لا". جاءت تصريحات عباس في بداية اجتماع في رام الله يستمر يومين للمجلس المركزي الفلسطيني وهو أعلى هيئة لصنع القرار الفلسطيني. وسيناقش 95 مندوباً الإستراتيجية المستقبلية. "لن نقبل وساطة أمريكا" قال عباس: "لن نقبل بما تمليه علينا أمريكا من صفقة ولن نقبل بها وسيطاً بعد الجريمة التي ارتكبتها بحق القدس" في إشارة إلى قرار ترامب بشأن القدس. وقال مسؤولون فلسطينيون، إنهم لن يلتقوا بنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس عندما يزور مصر والأردن و"إسرائيل" هذا الشهر. ومنذ عام 2002 تولت اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط، التي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، جهود دفع عملية السلام لكنها أخفقت في تحقيق أي نتائج. واعتراف ترامب بالقدس عاصمة للاحتلال خالف سياسة انتهجتها الولاياتالمتحدة لعقود وأثار غضب الفلسطينيين وأدى إلى احتجاجات شابتها أعمال عنف في القدس والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة. وتعتبر "إسرائيل" القدس عاصمتها الأبدية غير القابلة للتقسيم. ويريد الفلسطينيونالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم في المستقبل. واحتلت قوات الاحتلال القدس الشرقية في حرب عام 1967 وضمتها بعد ذلك في خطوة لم يعترف بها دولياً. وقال عباس: "القدس هي درة التاج وزهرة المدائن والعاصمة الأبدية لدولة فلسطين.. إن قلنا بالسياسة فهي العاصمة وإن قلنا بالدين فهي العاصمة". وأضاف "القدس أزيحت عن الطاولة بتغريدة تويتر من السيد ترامب.. لا يوجد أهم من القدس لنجتمع ونبحث أمرها لنبحث ماذا قدم الأمريكان وماذا سيقدمون في المستقبل لهذا نحن مجتمعون اليوم".