تصوير : مكتب قسنطينة أنهى فريق عمل مسلسل "ذاكرة الجسد" أهم محطاته صباح أمس من قسنطينة التي اكتمل فيها المشهد من الكدية إلى الكورنيش إلى المقبرة المركزية وانتهاء بالمطار، حيث يدخل الآن منعرج عاصمة الجزائر قبل سفره إلى سوريا لاستكمال آخر المشاهد بعد ثلاثة أشهر من التصوير الشاق المتزامن مع ارتفاع درجة الحرارة في بيروتوقسنطينة ودمشق. * وتابعت "الشروق" ليلة أول أمس كل مراحل التصوير بإشراف المخرج الكبير نجدت أنزور في قاعة إشبيليا بقسنطينة، التي احتضنت عرسا تقليديا، هو من أهم مشاهد المسلسل تميزا، حيث يزف البطل للعروس الأنيقة والجميلة آمال بوشوشة. * وتواصل التصوير إلى ما بعد الواحدة من صباح أمس الإثنين، حيث كان تركيز المخرج كبيرا وسعادة الممثلين أكبر رغم أن ذات المشهد كان يعاد في بعض الأحيان عشر مرات، لكن الحلويات التقليدية والألبسة القسنطينية الفاخرة والمذهّبة التي ارتدتها أحلام مستغانمي وآمال بوشوشة ونغمات العيساوة والفقيرات كسرت التعب الذي شعر به جمال سليمان وعبد النور شلوش وبقية الممثلين، فسارت الرحلة بسلام وغادر فريق "ذاكرة الجسد" بلاتو التصوير مع تفاؤل كبير بأن يكون مسلسل "ذاكرة الجسد" ذو النكهة الجزائرية الطبق الرمضاني الألذ والأشهى في كل الفضائيات. * وعلى هامش تصوير المشهد سألنا مستغانمي عن انطباعها فأوضحت: "كنت متخوفة من مشهد العرس التقليدي، كنت أريده كما عشته والحمد لله كما تراني الآن أنا أسعد الناس.. حضوري من بيروت كان من أجل هذا العرس التقليدي وكان ناجحا إلى أبعد الحدود.. "الشروق" تابعت معنا مراحل التصوير لكن مفاجآت كبرى ستكون في هذا العمل.. سأعود الآن إلى بيروت لاستقبال شهر الصيام وسأباشر التفكير في نشر مجموعة شعرية تأخر ظهورها. * * * جمال سليمان : "سيكون من صعبا اختيار دور آخر بعد خالد" * بعد شكره ل"الشروق" على الحوار المنشور في عدد أول أمس، والذي اعتبره نقلا أمينا واحترافيا، اعترف بطل "ذاكرة الجسد" بأن محطة قسنطينة كانت متميزة ومنحته فسحة لاكتشاف عوالم جديدة ليس في الفن وإنما في الحياة. * جمال سليمان، الذي بدا في منتهى السعادة، قال بأن كل شروط النجاح توفرت لهذا المسلسل ولن يندم المشاهد ولا هو بعد أن ضحى بالكثير من الأعمال لأجل "ذاكرة الجسد"، وبعد دور خالد بن طوبال سيكون صعبا قبول أدوار أخرى بسهولة.. بينما عاد نجدت أنزور ليقول بأنه لن يتردد الآن عن تقديم أي عمل جزائري ليس في رمضان فقط.. كما ابتسم وهو يقول ل"الشروق": "صدقوني سيكون رائعا". * * عبد النور شلوش : "العمل مع نجدت أنزور هو تتويج لمسيرته الفنية" * بعد أن قضى شهرا ونصف في بيروت في تصوير مركّز أكمل عبد النور شلوش أهم مراحل "ذاكرة الجسد" في قسنطينة، وقال بأن تجاربه الكثيرة مع الدراما السورية أكسبته خبرة، ورأى بأن العمل مع المخرج نجدت أنزور هو تتويج لمسيرته الفنية.. وتأسف عبد النور شلوش لحال التلفزيون الجزائري الذي يقدم أعمالا سطحية وكوميديا ضاحكة من دون أي رسالة أو خطاب سياسي، وأضاف بأن الوقت حان لنفض الغبار عن التراث الجزائري، لأن كل الأمم حققت اكتفاء ذاتيا فنيا وأخذت من بقية التجارب ليس للاستهلاك وإنما للإثراء. * * * كواليس لن تشاهدوها في "ذاكرة الجسد" * من بين الحضور المتميزين الذين رافقوا فريق "ذاكرة الجسد" ولم تفارقه كاميرته شاب في سن ال27 عاما يدعى وليد هو الابن الأصغر للروائية أحلام مستغانمي.. وليد الذي يعيش بين بريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية كان يصور كواليس المسلسل خاصة أنه درس السينما في نيويورك ولندن. * تزامن تصوير دور العروس آمال بوشوشة التي ترتدي القطيفة القسنطينة مع عيد ميلادها المصادف ل25 جويلية، لأجل ذلك لم تتوقف التهاني المتهاطلة على آمال التي قالت ل "الشروق": "هل يمكن لإنسان أن يحلم بعيد ميلاد أروع من هذا.. دور بطولة مع أحسن مخرج عربي وبجوار أحسن ممثل وبنكهة جزائرية؟". * تحوّل بهو قاعة "إشبيليا"، وهي ملك للفنان فيلالي أشهر من قدّم النحاس القسنطيني وأشهر من نال الجوائز في معارض النحاس العالمية، إلى معرض آخر ومسلسل آخر، حيث ذهل طاقم "ذاكرة الجسد" من روعة الزهور والأواني التقليدية والديكور الراقي الذي قال عنه نجدت أنزور بأنه زاد المسلسل رونقا إلى درجة أن المسؤول على الديكور ترك الأمور كما هي من دون أي رتوشات. * دقة نجدت أنزور واحترامه للوقت هي سر نجاحه، فقد كان يضحك إلى حد القهقهة وسعيد إلى حد المرح مع الجميع، لكنه في زمن الجد يدخل عالمه الاحترافي، ففي مشهد يلتقي فيه عبد النور شلوش بجمال سليمان الذي أعيد تصويره ثماني مرات صاح في وجه بعض مرافقيه عندما رن هاتفه النقال: "والله سأكسر كل الهواتف النقالة لو سمعت رنينا آخر". * محطة التصوير الأخيرة دخلت الكثير من شوارع المدينة الضيقة وحتى طرقاتها الكورنيشية.. لكن الجميل أن المواطنينا تفهموا الوضع ولم يقلقهم توقيف حركة المرور لبضع دقائق بل ساعدوا، فالكل يريد أن يرى قسنطينة في دراما عربية. * رغم أن جمال سليمان ونجدت أنزور لا يظهران في الدراما وحتى في لقاءاتهما الصحفية مدخنين، إلا أن أي لحظة راحة بعد التصوير تجدهما يلتهمان السجائر بشراهة، لكن الجميل في نجدت أنزور أنه يستأذن من مرافقيه قبل إشعال سيجارة. * رصدها : ناصر