أعلن الرئيس المدير العام لبنك الفلاحة والتنمية الريفية "بدر" بوعلام جبار أمس، عن قرار وزارة المالية بالتراجع عن القرار السابق القاضي بحصر نشاط بنك "بدر" في القطاع الفلاحي دون غيره من القطاعات بهدف نجدة البنك قبل فوات الأوان. جميلة بلقاسم وأكد بوعلام جبار في هذا الصدد أن الوزارة اتخذت قرارا "منقذا للبنك" يتضمن السماح له بالاحتفاظ بجميع زبائنه القدماء خارج القطاع الفلاحي المقدر عددهم، حسب رئيس البنك، ب 5000 زبون من كبار الشركات الوطنية في مختلف القطاعات، وهو ما يعادل 15 بالمائة من زبائن البنك، على أن يكون الاحتفاظ بهؤلاء الزبائن الذين كانوا في محفظة البنك قبل صدور القرار مقابل عدم استقباله لزبائن آخرين خارج القطاع الفلاحي، على أن يستمر البنك في تركيز نشاطه على تمويل مشاريع القطاع الفلاحي، وتقديم مختلف الخدمات البنكية كفتح الأرصدة والقروض المستندية وتحويل الأموال أو ممارسة المعاملات التجارية الخارجية. واعترف رئيس البنك لأول مرة حلال ندوة صحفية عقدها أمس، بفندق الرياض أن بنك "بدر" مر بأزمة حادة خلال الأشهر الأخيرة نتيجة قرار حصر نشاطه في القطاع الفلاحي، إضافة إلى ضعف تحصيل قروضه. وقال في هذا الصدد إن قرار التمركز خلق عدة اضطرابات ومشاكل لإطارات البنك ومدراء الوكالات على المستوى المحلي والجهوي، خاصة مع زبائنه خارج القطاع الفلاحي الذين اضطر إلى تسريحهم، مضيفا أن المرحلة الصعبة التي مر بها البنك سمحت باستخلاص العبر وتصحيح الأخطاء، وتداركها قبل فوات الأوان، من خلال قرار وزارة المالية بتصحيح نظرتها. وحرص رئيس البنك على التوضيح بأن وزارة المالية لم تتراجع عن قرار تمركز نشاط البنك في القطاع الفلاحي، بل قامت بتصحيح النظرة السابقة التي طبق بها قرار التمركز في القطاع الفلاحي والتي خلقت للبنك عدة مشاكل مع زبائنه. وقدر المتحدث حجم القروض الممنوحة من طرف البنك لتمويل الاقتصاد الوطني خلال السداسي الاول من السنة الجارية، الممتد منذ دخول قرار تمركز البنك حيز التنفيذ ب 419 مليار دينار جزائري، ما يعادل 30 بالمائة من حجم القروض البنكية الممنوحة في السوق المالية بالجزائر. وقال بوعلام جبار إن اختيار الحكومة لبنك الفلاحة والتنمية الريفية من أجل التخصص في القطاع الفلاحي لم يكن قرارا عشوائيا، بل جاء بناء على تحكم البنك في هذا النوع من المشاريع أكثر من غيره من البنوك، حيث أنه يمول أكثر من 300 فرع نشاط في مجال الفلاحة كالزراعة والصناعة الغذائية والتعليب والتغليف والورق والصيد والصناعة الصيدية وتربية الحيوانات وغيرها من الأنشطة.