بلغت قضية تلوث المياه بالعلمة مرحلة خطيرة بعد تسجيل أول ضحية، حيث فارقت أول أمس سيدة الحياة ودخل ابنها قاعة الإنعاش وهو حاليا في مرحلة موت إكلينيكي حسب مصدر استشفائي، في الوقت الذي ارتفع عدد الإصابات إلى 26 حالة مما خلق هلعا وسط أحياء مدينة العلمة. الضحية الأولى تدعى (ص.ي) أم لثمانية أولاد تبلغ من العمر 52 سنة وبدأت حالتها تتدهور منذ يوم الخميس الماضي، حيث أصيبت بحمى مرفوقة بإسهال فنقلها زوجها إلى طبيب خاص لكن حالتها لم تتحسن وتعرضت المريضة إلى نزيف داخلي إلى درجة أن الدم أصبح يسيل من فمها وتزامن ذلك مع تدهور صحة ابنها البالغ من العمر 22 سنة فاضطر زوجها إلى نقل الاثنين إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى العلمة حيث تبين أن حالتهما خطيرة للغاية فتم تحويلهما إلى المستشفى الجامعي سعادنة عبد النور بسطيف إذ مكثا بقاعة الإنعاش وبالرغم من حالة الاستنفار التي عرفها المستشفى إلا أن الأم لم تتمكن من مقاومة المرض وفارقت الحياة بعدما ضيعت كمية كبيرة من الدم بينما لازال ابنها في قاعة الإنعاش، ويؤكد الأطباء بأن حالته خطيرة جدا وهناك أمل ضعيف في بقائه على قيد الحياة. كما أن هناك رجل آخر في حالة خطيرة وتم تحويله إلى مستشفى سطيف رفقة طفل يبلغ من العمر 11 سنة. وحسب مصدرنا فإن الأم شربت من ماء البئر الموجود بمسجد عقبة بن نافع الكائن بحي بورفرف والذي تم إخضاع مياهها للتحاليل وتبين بأنها ملوثة وبها جرذان ميتة. وتؤكد مصادرنا الطبية أن الأمر لا يتعلق بداء التيفوييد وإنما توفيت الأم بداء فتاك يدعى "ليبتو سبيروز"، كما تبين أن مياه البئر بها جرثوم خطير جدا يدعى "ستريب تيكوك" ولذلك مصالح المستشفى قامت بتوزيع دواء "دوكسي سيكلين" على سكان الحي لمحاربة هذا الجرثوم القاتل. كما نظمت مصالح الوقاية حملة لمكافحة الجرذان بالحي الذي انتشر به الوباء في الوقت الذي انتشر الفزع وسط السكان وسارع بعضهم إلى إجراء التحاليل لمياه آبارهم للتأكد من سلامتها. وإذا كانت البئر الملعونة قد أغلقت ومنع السكان من استغلالها فقد تبين أيضا بأن خزان الماء بالمسجد يعرف وضعية كارثية بعدما تسربت إليه كمية هائلة من الأوساخ . ومن جهة أخرى فقد تبين بأن طفلا معوقا (منغولي) يبلغ من العمر 6 سنوات فارق الحياة الأسبوع الماضي دون البحث في سبب الوفاة التي يحتمل أن تكون لها علاقة بمياه البئر، حيث كان الضحية بشهادة السكان من أكثر المترددين على حنفية المسجد.