توجه رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، إلى سويسرا لتمثيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في القمة ال 13 للمنظمة الدولية للفرانكفونية التي ستنعقد بمدينة "منترو"، يومي 23 و24 أكتوبر الجاري، وكانت رئيسة المجلس الفدرالي السويسري، قد دعت الرئيس بوتفليقة لحضور قمة المنظمة الدولية للفرانكفونية "بصفته مدعوا مميزا"، في القمة التي يشارك فيها حوالي 70 رئيس دولة وحكومة وأكثر من 3000 مندوب، وستركز سويسرا خلال هذا الحدث على الظهور بمظهر البلد المتفتح والشعبي، تعزيزا لصورتها ولمنظمة الدول المستخدمة كليا أو جزئيا للغة الفرنسية. وشارك الرئيس بوتفليقة شخصيا في القمة ال12 للمنظمة التي عقدت في كيبيك الكندية، بعد مشاركاته السابقة في قمم للمنظمة وقاطع بعضها بسبب شعرة معاوية في علاقة الجزائر بباريس، لكن الجزائر لم تتخط حاجز العضو المراقب في المنظمة منذ قمة بيروت في العام 2002، ويكون تدهور العلاقات مع باريس سببا مباشرا في تخفيض مستوى التمثل هذه المرة، خاصة وأن الجزائر سبق لها أن رفضت الانضمام للحصول على منتسب كامل العضوية، على الرغم من أن استعمال اللغة الفرنسية في الجزائر وهيمنتها على قطاع التربية والتعليم بكامل مراحله من الابتدائي الى الجامعي وقطاع الصحة والاقتصاد بأكمله، لا يتفوق عليها سوى بلدين أو ثلاثة في العالم وهما فرنسا بحد ذاتها وبلجيكا ولوكسمبورغ، ومع ذلك تقول الجزائر أنها ترفض العضوية الكاملة بسبب ما توصفه بتدخل باريس في قضايا جزائرية بحنة من جهة، ورفضها الاعتذار عن المرحلة الاستعمارية. وفي سياق السباق بين فرنساوالولاياتالمتحدة، على بسط الهيمنة والنفوذ على منطقة شمال إفريقيا، أوفد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الياس زرهوني للقيام بجولة مغاربية، في سياق الحرب الثقافية بين الولاياتالمتحدةوفرنسا، للفوز بمنزلة اللغة الثانية في المنطقة بعد العربية الأم. وهي الخطوة التي تصب في سياق حركتيْن مماثلتيْن في المجاليْن الاقتصادي والعسكري، للإدراة الأمريكية، تمثلتا في قيام وفد من رجال الأعمال، يُمثل حوالي 45 شركة أمريكية كبيرة، بجولة إلى المغرب وتونس والجزائر وليبيا للبحث عن فُرص لإقامة مشاريع شراكة، قبل أن يقوم أوباما بدعوة رجال أعمال من الجزائر لزيارة البيت الأبيض في ماي الماضي، وقرار تنظيم منتدى أعمال أمريكي مغاربي بالجزائر في ديسمبر القادم، في مقابل اكتفاء فرنسا بالسيطرة على أسواق المنطقة كمتنفس لاقتصادها. وستبحث القمة الحالية، وضع الفرنسية في العالم بسبب تراجعها على الصعيد الدولي، في ظلّ انتشار لغات أخرى مثل الإنكليزية والصينية والإسبانية والبرتغالية في بلدان عدّة من العالم، مما جعلها في المرتبة التاسعة عالميا. وتشير التقارير حول الفرانكوفونية إلى أن القارة الإفريقية أصبحت أكبر خزان لانتشار اللغة الفرنسية التي بلغ عدد مستعمليها حول العالم بحوالي 200 مليون نسمة يعيش 96 مليونا منهم في إفريقيا، فيما يتركز الناطقون بها كلغة أم في دول قليلة جدا وهي فرنسا وبلجيكا الفرانكوفونية وسويسرا الرومندية وبعض الأقاليم الكندية بما فيها كيبيك واللوكسمبورغ وموناكو، أي نحو 75 مليون شخص.