الباحث والأستاذ بكلية العلوم السياسية والقانون بجامعة معسكر أبو الفضل بهلولي كشف باحث جزائري ل"الشروق" عن تمكّنه، خلال الأيام القليلة الماضية، ضمن سابقة علمية فريدة، من اختراق مقر المؤسسة العسكرية الفرنسية بالعاصمة باريس، وذلك في سياق إعداده لمشروع رسالة الدكتوراه حول احترافية الجيش هناك، ناقلا في هذا الصدد، تعجّبه من الترحيب الذي وجده من طرف إطارات مهمة في الجيش، وافقت على فتح معظم الملفات الخاصة، التي تتعلق بالمستخدمين أمام هذا الباحث من أجل دراسة العيّنات، وإعداد بحث علمي يعد سابقة في مجال البحوث بالجامعة الجزائرية. * وقال الباحث والأستاذ بكلية العلوم السياسية والقانون، بجامعة معسكر، أبو الفضل بهلولي، إن المدة الزمنية التي انتظرها من أجل موافقة الجيش الفرنسي على طلبه باختراق الملفات السرية للمستخدمين، لم تدم أزيد من 15 يوما، عقب اتصاله بالسفارة، وطلبه المساعدة، حيث اشترطت عليه هذه الأخيرة، تقديم ملخص حول البحث، والكشف عن أهدافه من وراء إنجازه، قبل أن توافق على طلبه، وهو ما تم فعلا، ليقوم بعدها بالحصول على تأشيرة للسفر إلى فرنسا، ودخول مقر الجيش الفرنسي في باريس، من أجل الاطلاع على ملفات التوظيف هناك، وأيضا التنظيم القانوني للجيش الفرنسي، وكذا التركيبة البشرية للمؤسسة العسكرية التي تعد رقما مهمّا في حلف الأطلسي (الناتو). * كما صرح المحامي والباحث بهلولي ل"الشروق"، أنه تعجّب من غياب رقابة لصيقة به أثناء تجوله بمقر الجيش الفرنسي "لدرجة أنه وصل حتى إلى مراكز التدريب العسكري دون أيّ مشاكل متوقعة مثل تلك التي تقع في العالم المتخلف"، مضيفا: "أن مكتبة الجيش الفرنسي تزخر بالعديد من الملفات والوثائق والمؤلفات الهامة جدا، ليس في المجال العسكري فحسب، وإنما أيضا في مجالات أخرى، قد تبدو بعيدة عن العسكرية، ولكنها في حقيقة الأمر، شديدة الالتصاق بها، على غرار العلوم السياسية مثلا(...) كما أن الجيش الفرنسي، وقيادته هناك، تتعامل مع الباحثين بسلاسة تامة، حتى وإن جاءوا من مستعمرات سابقة، على غرار الجزائريين، حيث تمكنت من الاطلاع على كثير من الكتب، وتم وضع عقيد من الجيش مختص في الموارد البشرية في خدمتي، لمرافقتي، وأيضا للإجابة على أسئلتي المتعلقة بتطور مسار الاحتراف في الجيش الفرنسي، ناهيك عن تطور مجال الخدمة الوطنية" . * للإشارة، فإن الباحث أبو الفضل بهلولي سبق له وأن درس احترافية الجيش الجزائري من خلال رسالة ماجستير، بعنوان "النظام القانوني للتوظيف في المؤسسة العسكرية الجزائرية"، ليكون ذلك تمهيدا لدراسة النظام القانوني في الجيشين الفرنسي والأمريكي ضمن مشروعه العلمي للحصول على درجة الدكتوراه.