ليس فقط يسقط الانقسام، بل فليسقط كل دعاته، وليخرجوا من المشهد المقدس الذي دنسوه بثقافة لا تليق بفلسطين وكرامتها.. فلتسقط كل الانانيات التي تتطاول على وحدة الشعب والارض. اننا ازاء ارض استثناء من كل اراضي الناس، انها فلسطين المباركة، ففي اريج عطر هوائها رسالات الانبياء وكلماتهم الخالدات، وهنا على هذه الارض أثر خطوات الانبياء، وفي مسامات اديمها تتنفس دماء الصحابة واجيال الشهداء، التي انجبلت بالتاريخ والجغرافيا.. انها فلسطين. وإننا ازاء مهمة مستمرة ثابتة، لا تبديل لها ولا تحويرا، وهي ليست لأهل ارض سوى اهل فلسطين، انها مهمة الرباط الى يوم الدين.. ولأن اعداءها ليسوا كالاعداء، ولأن معاركها ليست كالمعارك، فهنا كل شيء استراتيجي ومفصلي، هنا يكون المنتصر منتصرا على مستوى البشر، وهنا يضيع كل منهزم الى الفوضى.. هنا الملاحم الكبرى.. ولهذا كله كان شهيدها باربعين من شهداء المسلمين. فلسطين هذه غابت عن رهط من الناس، الذين سرقتهم لحظة الحسابات الحزبية والمصالح الشخصية، فثارت سورة نفوسهم تغطي وجه فلسطين المباركة عن العالمين، فيضرب ذلك في القلوب والارواح، وتئن الامة والاحرار والشرفاء في العالم، مما لحق بالفلسطينيين من تشظي وانقسام، ولم يتلق هذا الحال بالفرح سوى الشيطان وحزبه، من الصهاينة والإدارة الأمريكية.. التاريخ والشعب والارض، ثلاثية ترسم في فلسطين حقائق المنطقة وتشير الى مستقبلها.. ولأن فلسطين ترمومتر الأمة، تنهض إن نهض العرب، وتنتكس ان سقطوا، لهذا كان لابد ان تكون الاستجابة القوية في فلسطين لنفخة الروح، التي انطلقت من مصر ثورة ضد الطاغوت الذي عطل الحياة وقتل الأمل، وسلم الامة لعدوها.. انتفض مئات آلاف الشبان في الضفة الغربية وفي غزة، لا يضيرهم شيء، هتافهم ضد الانقسام والاحتلال. الان ماذا ينتظر الفلسطينيون ؟.. هي المسئولية التاريخية التي تلاحق كلا حسب مكانه، وحجم مسئوليته.. ان الفلسطينيين اليوم يكونون قد خطوا الخطوة الاولى الكبيرة والضرورية، التي تعيد زمام قضيتهم إليهم، بعيدا عن تدخلات الأنظمة والصبية العابثين.. اليوم يكون الفلسطينيون انجزوا البداية باعلان الرئيس الفلسطيني عن نيته للذهاب إلى غزة، لإنهاء الأزمة مع حماس والبدء بخطوات عملية متفق عليها، للخروج من الازمة.. إننا ننتظر هل ينجز الفلسطينيون هذه الخطوة؟ الأمة كلها تتابع ولن نتسامح مع من يفسد اللحظة الرائعة.. لحظة انتصار الإرادة الخيرة.