"واحد واحد واحد.. الشعب السوري واحد".. هكذا ردت حناجر المتظاهرين في بانياس واللاذقية ودرعا وحمص ودمشق على دعوات التهويش بالطائفية، وهكذا تظهر جماهير الشعب مرة تلوى المرة أن ضمير الأمة بخير وان وعيها عميق رغم كل السوء الذي يمارسه الحكام من محاولات لتشويه حقائق وجود الأمة. * لا ندري لم يخوفنا الحاكم العربي من فتن وفوضى داخلية كلما طالبته الجماهير بالإصلاح والتغيير.. في مصر خوفنا الحاكم ان البديل عنه فتنة بين المسلمين والأقباط فذهب النظام واكتشفنا انه هو من كان يشعل نار الفتنة ولا يرعوي أن يقتل مصريين أقباط ليفجر الأزمة.. وفي تونس قال الحاكم ان الفوضى ستكون البديل فرحل الحاكم ولم يحدث الا انتهاء الخوف والجبن.. وفي اليمن يقول الحاكم انه يريد ان يسلم الحكم لأيد أمينة خوف الوقوع في الفتن فكان رد الناس أنهم صف واحد ضد الحدود الثقافية والمذهبية والجهوية.. وهكذا في كل مكان يقول الحاكم العربي انه بديل الفوضى والفتن تسقط دعاوى الحاكم العربي ورغم ذلك لم يستوعب الحاكم السوري هذه النقطة الحساسة في وعي الجماهير وضمير الناس.. فلوح بخطورة المؤامرة التي تستهدف الوحدة الوطنية بإثارة نعرة طائفية سنية علوية.. فخرج الشعب السوري كما لم يخرج من قبل ليعلن أن الشعب السوري واحد.. وبالفعل اندلعت الانتفاضة في درعا واللاذقية، كما اندلعت في السويداء.. ولم يجن النظام من إثارته لتلك الشبهة إلا محاولة استثارة طائفة.. ولكن الذي يغطي عليه النظام ان مشكلة الشعب ليست مع طائفة العلويين انما مع رجال النظام والمفسدين فيه سواء كانوا علويين أو سنة أو دروزا أو مسيحيين.. فالحرية مغتصبة من قبل جهة سياسية وأمنية وليس من قبل طائفة، اذ ان السجون لم تعف لونا طائفيا. * إن الشعب السوري واحد، بل إن الأمة واحدة.. هكذا يحفظ الناس أبجديتهم بعمق ولا يتنازلون عنها.. وهكذا أسقط الشعب حجة واهية للنظام وجدد آصرة العقد الاجتماعي والتأسيس للمواطنة القائمة على قواعد راسخة.. فماذا يتبقى للنظام من حجج لحجب الحرية عن الشعب وإلغاء حالة التوريث في الحكم وإلغاء قانون الطوارئ وفتح الحريات للجميع والإفراج عن المعتقلين وملاحقة المفسدين والقتلة والمروجين للخنوع من مداحين انتهازيين. * إن الشعب لا يطلب بوضع القمر في شماله او الشمس في يمينه.. لم يطلب المستحيل.. انه يطلب حقه الشخصي المكفول بموجب شرائع السماء وقوانين الأرض، فلماذا كل هذا التهويش في وجهه كلما طالب بحقه، والهجوم عليه بحرمانه من حق الحياة؟. * أي حكمة تقف خلف قوانين الطوارئ؟ أي حكمة تقف خلف القمع والزج بالأحرار في السجون..؟ هل يعتقدون أن ذلك يوفر للنظام استقراره وأمنه؟.. إنهم واهمون.. إنهم كمن يحاول وقف تدفق السيل بكفه.. إنه قدر الله يتجسد في ثورات الشعوب. *