أثارت التصريحات الأخيرة لشيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، التي تناقلتها صحف مصرية عديدة، ووكالة الأنباء الإيرانية، جدلا كبيرا، بعد أن تطرق بالإيجاب إلى الشيعة، وإلى الحقبة الناصرية التي تميزت بالصدام مع الجماعات الإسلامية، وجاءت تصريحات أحمد الطيب، خلال استقباله من طرف التيار القومي الناصري، الذي عاد للنشاط بقوة منذ تنحية الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك * فقد أثنى على الحقبة الناصرية، وقال إنها كانت مليئة بالعزة، وقال إن جمال عبدالناصر اجتهد حسب ما توفّر له في تلك الحقبة، التي تميزت باشتداد الصراع العربي الإسرائيلي، وخاطب المبتهجين بهذه التصريحات من أفراد التيار الناصري بالقول: "كلنا ناصريون".. وهو التصريح الذي لم يُثر جماعة الإخوان المسلمين التي تجمعها عداوة تاريخية مع الزعيم الراحل، ولكنه بالمقابل أثار التيارات السلفية، التي تعتبر جمال عبد الناصر من الرجالات التي أبعدت مصر عن الإسلام، بارتمائه في أحضان البلشفية، وأيضا بإعدام سيد قطب صاحب تفسير "في ظلال القرآن".. وعند تطرقه إلى الشيعة، قال إن الرئيس المصري السابق كان يطلب منه أن يصدر فتاوى ضد المذهب الشيعي، وتبيان فساد عقيدته، خاصة ضد حزب الله الذي دخل في صراع كبير مع نظام حسني مبارك، منذ حرب تموز، عندما سخر حسني مبارك من مقارعة حزب الله لإسرائيل، ووصفه بالمغامر، وبالذي يُلقي بنفسه إلى التهلكة، إلى حكاية اتهام حزب الله بالتجسس على مصر، وزج رجالاته في السجون المصرية، وقال الدكتور أحمد الطيب إنه رفض دائما إصدار هذه الفتاوى تحت الطلب، وعلى مقاس النظام السابق عن قناعة، لأن الإسلام جامع بين كل المذاهب، وليس مفرقا بينها لخدمة الأعداء الحقيقيين للأمة، كما قال شيخ الأزهر، الذي أثنى على السيد حسن نصرالله، واعتبره بطل الإسلام والمجاهد الكبير الذي تمكّن من إرعاب إسرائيل والانتصار عليها منذ عشر سنوات كاملة.. التصريحات التي نقلتها وكالة أنباء إيرانية، "هي مهر" ومختلف الصحف المصرية الحزبية والخاصة، مثل الوفد واليوم السابع، صارت الآن منتدى كبيرا، بين مؤيد ومعارض لها داخل وخارج مصر، خاصة أن المملكة العربية السعودية لا تريد من الأزهر الشريف أن تصبح فتاويه خطا موازيا لفتاوى الديار السعودية، التي لا تتسامح مع التيار الشيعي، وتتهمه بأنه هو سبب المشاكل في السعودية، وفي البحرين، وفي الإمارات العربية المتحدة، وفي الكويت، وفي كل المنطقة العربية، بل ولا تعتبره مسلما أصلا.