23 موظفا متابع بتزوير شهادة حياة لأموات بغرض استفادة عائلاتهم من المنحة أكد مصدر قضائي ل "الشروق اليومي" أنه تم تسجيل منذ بداية السنة الجارية 23 قضية، تتعلق بمتابعة موظفي البلديات، خاصة الذين يشتغلون بمصلحة الحالة المدنية، بتهم التزوير، باستعمال شهادات الحياة لأشخاص فارقوا الدنيا منذ عدة سنوات، يستعملها أبناؤهم أو أحفادهم لتقاضي منحة المعاش بالعملة الصعبة، والتي عادة ما يتقاسمها الموظف الذي زور الشهادة مع أبناء المتوفى. * وقد تمت معالجة 6 قضايا خاصة بالتزوير واستعمال المزور إلى غاية الأسبوع الفارط، فيما يتواصل التحقيق في القضايا الأخرى المطروحة أمام الجهات القضائية، وحسب مصادرنا، فإنه يتم عادة كشف أمر التزوير عندما تراسل مصالح الصندوق الوطني للتقاعد بفرنسا المؤسسات البنكية للمطالبة بفتح تحقيقات حول الشبهات التي تدور حول منح التقاعد التي يتقاضاها الكثير من الأشخاص، خاصة بدوائر مقلع، الأربعاء نايث ايراثن، عين الحمام، افرحونان، تيزي راشد وغيرها، حيث يتم الاتصال بمصالح الحالة المدنية ليتم كشف الخيط الأبيض من الأسود. * من جهة أخرى، تم اكتشاف الكثير من الحالات التي ساعدتها أطراف فاعلة في أقسام الحالة المدنية، وقد سبق وأن عالجت المحكمة الابتدائية بعزازڤة مؤخرا قضية تورط فيها موظف ببلدية آيت خليلي، والذي قام بتزوير شهادة الحياة لامرأة توفيت منذ عدة سنوات، استعملتها حفيدتها من أجل تقاضي منحة من العملة الصعبة، لتجد نفسها في السجن، وأثناء وقوفها أمام العدالة عللت تصرفها بحالتها الاجتماعية المزرية، خاصة عدم تمكنها من الحصول على عمل، ما جعلها تقرر الاقتراب من الموظف المعروف بالتزوير، الذي يستخرج لها بطريقة عادية شهادة حياة جدتها المتوفاة، مقابل تقاسم المنحة. * كما عالجت أيضا محكمة عين الحمام مؤخرا قضية مماثلة وأصدرت عقوبة ثلاث سنوات حبسا لرئيس مصلحة الحالة المدنية ببلدية افرحونان، والمتابع بتهمة التزوير واستعمال المزور، حيث أن هذا الأخير قام باستخراج شهادة الحياة لامرأة توفيت منذ أكثر من 15 سنة، والتي يستفيد منها ابنها من منحة المعاشات التي كانت تتقاضاها والدته بالعملة الصعبة، وتم فضح هذا الأخير، وكشف خيوط التزوير عندما طلب مدير بنك التنمية الفلاحية بعين الحمام بضرورة مراقبة ملف المستفيدة من منحة التقاعد، ليتبين أن صاحبة الشهادة توفيت منذ مدة طويلة، إلا أنها ما تزال تتحصل على منحتها الشهرية. وقد أدين نجل المستفيدة الميتة بنفس الحكم الصادر في حق رئيس المصلحة البلدية، والمتابع بالتهمة استعمال المزور. * وعلمنا من جهة أخرى، أن مصالح الأمن تحقق خلال الفترة الأخيرة في العديد من الحالات التي يستعمل فيها التزوير للحصول على المنحة، من بينها قضية إخوة من ضواحي الأربعاء نايث ايراثن، توفي والدهما، الذي قضى مدة طويلة بفرنسا، وحين عاد إلى وطنه أصبح يستفيد من مبلغ هام بالعملة الصعبة نظير خدماته بفرنسا، وبعد وفاته سنة 2005 لم يصرّح أبناؤه بالأمر لدى الصندوق الوطني للتقاعد بفرنسا، بل قاما بتزوير شهادة الحياة التي تقدم إلى هذه المصالح بصفة دورية، وبالتالي ظل الأخوان يستفيدان من أموال التقاعد طيلة 6 سنوات كاملة، لكن الأخ الأكبر شك في الأمر حين لاحظ تردد شقيقيه على بنك الفلاحة والتنمية الريفية أول كل شهر، وتمكن من كشف خيوط اللعبة عن طريق أحد أعوان البنك، وبحكم أنهما لم يشركاه في الأمر، فقد بلّغ مصالح الأمن بالقضية.