في أول خرجة ميدانية له منذ تعيينه على رأس الجهاز التنفيذي لولاية جيجل، خلفا للوالي السابق "أحمد معبد"، قام والي جيجل الجديد السيد "علي بدريسي"، صبيحة يوم أمس الثلاثاء بزيارة عمل وتفقد إلى مدينة "الميلية" التي تعتبر ثاني تجمع سكاني بالولاية بعد عاصمة الولاية جيجل. هذا وقد مكنت هذه الزيارة الوالي الجديد لولاية جيجل، من الوقوف على وضعية بعض العمارات المهددة بالانهيار على مستوى حي "تابريحت"، الذي أصبح يسمى من قبل سكان "الميلية" بحي "الموت"، في إشارة إلى الانزلاقات الخطيرة التي مست العديد من أجزائه خلال الشتاء الماضي، والتي دفعت بالسلطات المحلية إلى ترحيل العديد من العائلات التي كانت تقيم ببعض العمارات المتصدعة، نحو عمارات جديدة بعدما ساءت وضعية العمارات التي كانت تسكن بها، والتي تقرر هدمها نهائيا وإقامة عمارات جديدة مكانها، ولو أن هذا الإجراء لم ينه الأخطار التي ظلت تتربص بسكان الحي المذكور أعلاه لاسيما في شقه السفلي، بدليل تعرض عمارات جديدة لتصدعات خطيرة جعلتها معرضة لخطر الانهيار في أية لحظة، وهو ما يفسر القرار الصارم الذي اتخذه والي جيجل الجديد عقب زيارته صبيحة يوم أمس لحي "تابريحت"، حيث أمر بالترحيل الفوري للعائلات التي تقطن على مستوى عمارات رقم "27، 28، 29، 30 و31"، وإعادة إسكانها بعمارات جديدة إما بحي "تابريحت العلوي" أو منطقة "بوتياس" على أن يتم الفصل في اختيار الوجهة التي ستأخذها العائلات المرحّلة خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك بناء على الدراسة التي ستقوم بها الجهات المختصة. في سياق موازي كانت إحدى المقاولات قد شرعت منذ عدة أسابيع، في أشغال باطنية على مستوى حي "تابريحت" من أجل تخليص أرضية الحي من المياه الجوفية الغزيرة التي جعلتها عرضة للانزلاقات المستمرة خاصة في الأيام الماطرة، بيد أن هذه الأشغال لم تعط النتائج المطلوبة بدليل اتساع التصدعات التي كانت متواجدة على مستوى جدران بعض العمارات، وهو ما دفع بسكان هذه الأخيرة إلى الخروج إلى الشارع خوفا من الانهيار المفاجئ لهذه العمارات على رؤوسهم، وذلك في الوقت الذي أمرت فيه السلطات المحلية بالتوقيف المؤقت لأشغال التنقيب عن المياه بباطن حي "تابريحت"، وذلك بعد وقوفها على حجم الأضرار التي نجمت عن هذه العملية. كما كانت لوالي الولاية جلسة مع المجتمع المدني وكذا المنتخبين المحليين، أين استمع لجملة من الانشغالات التي ما فتئة الأحياء السكنية المتواجدة عبر تراب بلدية "الميلية"، تنادي بضرورة الإسراع في التخلص منها وتحسين الإطار المعيشي لسكان الأحياء، من خلال المتابعة الميدانية، لإزالة هذه المنغصات التي تختلف من حي إلى آخر فعلى سبيل المثال أحصى رئيس جمعية حي "منقوش" ببلدية "شطرية" العلوي والسفلي، جملة من الانشغالات التي يفتقر إليها الحي من بينها الغاز الطبيعي، الذي ما تزال بعض المناطق بالحي تفتقر إليه وكذا التحسين الحضري، وشبكة الصرف الصحي، بالإضافة إلى بعض النقائص الأخرى، من جهته حي "312 مسكنا" والذي يعد واحدا من أكبر الأحياء الحضرية بمدينة "الميلية" اشتكى من عدم فعالية الشبكة الجديدة للمياه، والتي يرون أنها غير صالحة ولا تستجيب لمتطلبات السكان، وهم ينادون اليوم بضرورة إعادتها أو التخلص منها نهائيا.