قضت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء سكيكدة نهار أمس بإدانة المتهم بعقوبة الإعدام، عن تهمة جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، وذلك في القضية التي راح ضحيتها شاب في ربيع العمر، يحمل اسم "ه.ش"صاحب ال21عاما، الذي كان جارا للمتهم القاتل الذي كان يتصيد فرصة لقتل المعني لسلبه سيارته من نوع "مازدا" والتي كان يسترزق بها وعائلته، وذلك بعد أن حاول بيعها لآخرين. جلسة محاكمة نهار أمس عرفت حضورا قياسيا للمواطنين من أبناء قرية «الطاحونة» ببلدية «بين الويدان» الواقعة غرب ولاية سكيكدة، وبدأت بتلاوة قرار الإحالة الذي يدين المتهم صراحة لثبوت القرائن والأدلة، في وقت حاول فيه المتهم الظهور في ثوب الضحية، تحت داعي إصابته بأمراض عصبية وعقلية وبأنها كانت وراء ارتكابه لهذه الجريمة، إلا أن تقرير الطبيب الشرعي أثبت عكس ذلك تماما، مؤكدا أنه يتمتع بكامل قواه العقلية، ولذلك فهو يتحمل مسؤوليته الجزائية كاملة أمام القضاء، مما جعل النيابة العامة تلتمس في حقه عقوبة الإعدام، وبعد المداولات تمت إدانته بحكم الإعدام. أما تفاصيل هذه الجريمة البشعة فتعود إلى يوم واحد قبل عيد الفطر المبارك لشهر رمضان المعظم الماضي، عندما عثر على الضحية "ه. ش" مرميا بمنطقة «لكعاون» بطريق «حجر مفروش» ببلدية «عين قشرة» بسكيكدة، وذلك من قبل أهالي سكان «الطاحونة» الذين تحركوا في كل الاتجاهات عقب علمهم باختفاء المعني الذي يتمتع بسمعة طيبة بين سكان المنطقة، وقبل ذلك كانت كل الشكوك تحوم حول المتهم "ك.ع.ر" البالغ من العمر 26سنة الذي يعتبر جاره كم سلف الذكر زيادة على كونه زبون دائم له، حيث أنه قضى معه طيلة شهر رمضان يتنقل به من مكان لآخر في ميدان التجارة والبيع والشراء، على أساس أجرة يومية كان يدفعها الضحية لجاره، دون أن يفكر يوما بأن يريد له الخير شرا، حيث قام باستدراجه قبل العيد بيومين صوب ولاية جيجل، ثم عادا أدراجهما نحو «حجر مفروش» وبالضبط نحو منطقة غابية، موهما إياه بوجود كميات من اللوبياء والتبن ينوي شرائها من هناك، وحال وصولهما استل المتهم خنجرا كان بحوزته موجها طعنة غائرة على الجانب الأيمن للضحية، وحينما حاول الفرار لحق به وراح يغرز خنجره في بطنه وصدره وأنحاء متفرقة من جسده، مسببا له جروحا غائرة من جراء 46 طعنة سببت له نزيفا دمويا حادا، لفظ على إثرها آخر أنفاسه. وبعدها قام المتهم برميه فوق كومة من الشوك توجه بالسيارة نحو مدينة «القل»، وهناك تعرضت السيارة لعطب، مما اضطره إلى تركها هناك قرب محطة للبنزين بمنطقة «تلزة» بالمدخل الجنوبي لمدينة «القل»، والعودة إلى المنزل من دون الضحية، وبدل الذهاب إلى منزله بقرية «الطاحونة» ذهب إلى منزل أخته بضواحي بلدية «عين قشرة»، وهو ما زاد من الشكوك التي تحوم حوله، من طرف سكان قرية «الطاحونة» الذين تنقلوا بالعشرات إلى «عين قشرة» بحثا عن الجاني مباشرة بعد سماعهم خبر مقتل الشاب والعثور على سيارته، حيث سبق لهم أن شاهدوه وهو متجه صوب جيجل بمعية الجاني، وقد تم توقيف المتهم من قبل سكان القرية، قبل أن يحوّل على فرقة الدرك الوطني، أين اعترف بما اقترفته يداه، لتتم إحالته على العدالة أين كيفت جريمته كجناية، قبل إحالته على محكمة الجنايات التي أدانته بالحكم السالف ذكره.