استمرت المواجهة أمس السبت في ليبيا حيث لم يضعف تصميم معارضي القذافي على الإطاحة به في الوقت الذي لا يزال فيه القذافي يسيطر على جزء من العاصمة طرابلس. وفي المستوى الدبلوماسي اشتد الضغط في اليوم الثاني عشر للتمرد على النظام. وقال رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني الذي كان تعرض للنقد بسبب احتفائه بالقذافي، "يبدو أن القذافي لم يعد يسيطر على الوضع" في ليبيا. وفي الوقت الذي سيطرت فيه المعارضة المسلحة على المنطقة الشرقية حيث توجد مواقع نفطية، وبدأت تقيم إدارة جديدة، استمع ليل الجمعة السبت مجددا إلى إطلاق نار في بعض أحياء طرابلس. وقال أحد السكان في اتصال هاتفي معه صباح السبت "قطع التيار الكهربائي "مساء الجمعة" ولم يستأنف من حينها" مضيفا "أصبنا بالرعب وظننا أنهم يعدون لهجوم". لكن في إحياء أخرى من العاصمة لم ينقطع الكهرباء وساد الهدوء، على ما أفاد مراسل فرانس برس. وأغلقت الفنادق الفخمة في العاصمة أبوابها أو أجلت موظفيها. وبلغ سعر الدولار الواحد في السوق السوداء دينارين ليبيين "مقابل 1.3 قبل عشرة أيام". وعلى بعد ألف كلم إلى الشرق تواصل المعارضة تنظيم صفوفها وتحلم بتحرير طرابلس. وقال «عبد الحفيظ غوقة» المتحدث باسم "تحالف ثورة 17 فيفري" لوكالة فرانس برس "نحن ننسق عمل لجان المدن المحررة وفي مصراتة. وننتظر أن تحسم طرابلس الأمر مع نظام القذافي وأبنائه ثم سنبدأ العمل على تشكيل حكومة انتقالية". وأضاف "هناك متطوعون يقصدون يوميا طرابلس" للقتال مشيرا إلى انشقاق ضباط جدد وانضمامهم إلى القوى المعارضة للنظام. «القذافي» و«هتلر».. وعلى الصعيد الدبلوماسي وقع الرئيس الأمريكي باراك أوباما مرسوما جمد بمقتضاه أصول وممتلكات العقيد القذافي وأربعة من أبنائه في الولاياتالمتحدة. واعتبر أوباما أن "نظام معمر القذافي انتهك القوانين الدولية وأبسط القواعد الأخلاقية ولا بد من تحميله المسؤولية". وأشار مندوب ليبيا في الأممالمتحدة عبد الرحمن شلقم الذي ظل حتى الجمعة مواليا للقذافي إلى "تجاوزات" وقال بلهجة طغى عليها التأثر "أنقذوا ليبيا حتى لا يحصل المزيد من إراقة الدماء والمجازر".. "من فضلكم تبنوا قرارا شجاعا" مقارنا معمر القذافي ببول بوت وادولف هتلر. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة عقب الاجتماع الأخير لمجلس الأمن أن المجلس سيتخذ في اقرب وقت "إجراءات حاسمة". وأوضح دبلوماسيون أن مشروع القرار يحذر معمر القذافي من أن أعمال العنف قد تعتبر جرائم ضد الإنسانية. ولا يزال من الصعب السبت تحديد حصيلة أعمال العنف. وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى نحو ألف قتيل. عزلة النظام الليبي تتعمق وقال العقيد القذافي الذي يتعرض للهجوم من كل مكان من معارضة مسلحة تسيطر على العديد من المدن، مساء الجمعة للمرة الأولى منذ بداية الانتفاضة ضده إلى مئات من أنصاره في وسط العاصمة الليبية، "سنقاتل وننتصر" مضيفا أنه إذا دعت الحاجة "سنفتح كافة مخازن السلاح لتسليح الشعب". وهتف أنصاره الذين حملوا الرايات الخضراء وصور القذافي "الله ومعمر وليبيا وبس (فقط)". ومع ذلك يبدو أن عزلة النظام الليبي تتعمق حيث تخلت عنه الأنظمة العربية والعديد من المقربين منه ومن دبلوماسييه بينهم سفراء ليبيا في باريس ولشبونة وجنيف ولدى اليونسكو إضافة إلى أحمد قذاف الدم ابن عم معمر القذافي واحد مستشاريه المقربين. وأطلقت قوات الأمن الموالية للقذافي المنتشرة حول المساجد النار الجمعة على محتجين. وفي شرق المدينة قتل متظاهران على الأقل بأيدي أنصار القذافي في حي الفشلوم الشعبي، بحسب شاهد. وقال شهود أن هذا الحي وحي بن عاشور شهدا "إطلاق رصاص حي على كل من وجد في الشارع". وقال أحد السكان "أطلقت قوات الأمن النار على متظاهرين بلا تمييز. سقط قتيل في سوق الجمعة". وبسبب عدم تمكنها من ضمان امن دبلوماسييها علقت الولاياتالمتحدة عمل سفارتها. وتتواصل عمليات إخلاء الأجانب من ليبيا في ظروف صعبة. ورست باخرة تقل ألفي صيني تم إخلاؤهم من بنغازي في مالطا. ورست باخرة أخرى تقل ثلاثة آلاف صيني في جزيرة كريت اليونانية.