قدرت تقارير إخبارية عربية وأجنبية ثروة «معمر القذافي» بما لا يقل عن 82 مليار دولار، وهو ما يعني أنها تكفي لإطعام الشعوب العربية لمدة 4 سنوات، ورجح عضو محكمة الجنايات الدولية بلاهاي المحامي الليبي «الهادي شلوف»، أن يفوق الرقم الحقيقي لثورة «القذافي» هذه لتقديرات بكثير، باعتبار أن هذا الرقم تم ذكره في بداية التسعينيات. وقال «شلوف» إن الدراسات الاقتصادية أثبتت أن حجم الأموال التي جنتها ليبيا من عائدات النفط منذ عام 1969 تقدّر بثلاثة ترليونات دولار، وأن نصف هذا المبلغ ذهب إلى خزينة القذافي وأبنائه مشيراً إلى قيام القذافي بوضع حساب خاص أسماه «الحساب المجنب»، أي الحساب الذي توضع فيه عائدات النفط جانبا. ويقدِّر المعارض الليبي المقيم في المنفى، رئيس مؤسسة الرقيب «محمد عبد الملك» حجم ثروة القذافي لوحده ب80 مليار دولار، وقد تتجاوز ثروة العائلة ككل 150 مليار دولار، وأكد «عبد الملك» أن أموال النفط كلها ذهبت إلى جيوب أسرة القذافي والمحيطين بهم، ولم يستفد المواطن البسيط من أي شيء، على الرغم من أن ليبيا بحاجة إلى بنى تحتية ومدارس ومستشفيات، وأضاف «قراره بتوزيع ثروة البترول مباشرة على الشعب تعتبر كذبة من بين الأكاذيب الكثيرة التي استعملها القذافي لاستمالة المواطنين والقبائل». وكانت تقارير أمريكية نشرت في وقت سابق، ذكرت أن ثروة «معمر القذافي» احتلت المرتبة الأولى بين الزعماء العرب، ووصلت إلى 130 مليار دولار. وقالت التقارير إن عائلة «القذافي» بنت مصالح تجارية واسعة في قطاعات مختلفة من النفط إلى الفنادق، وذلك خلال فترة حكمه التي تمتد زهاء 42 عاماً. ونقلاً عن برقية دبلوماسية أمريكية مسرّبة حملت عنوان «شركة القذافي المحدودة» يعود تاريخها إلى ماي عام 2006، قالت«ابنة الزعيم الليبي عائشة معمر القذافي، لها ارتباطات وثيقة بقطاعي الطاقة والبناء، إلى جانب مصالح مالية في عيادة سانت جيمس الخاصة في طرابلس، فيما يسيطر محمد ابنه الأكبر على لجنة البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية التي تمنحه نفوذاً كبيراً في مجال خدمات الهاتف والإنترنت». وذكرت البرقية أن الابن الثاني للقذافي سيف الإسلام يتمتع بمداخل إلى الخدمات النفطية عبر شركته مجموعة «واحد -تسعة»، والمسماة تيمّناً ب«ثورة الفاتح من سبتمبر»، فيما كان شقيقه الساعدي، وهو ثالث أبناء القذافي، يخطط لبناء مدينة جديدة في غرب ليبيا كمشروع تنموي سياحي ضخم، علماً بأنه «لاعب كرة قدم محترف سابقا»، ومشغول مع فريقه لكرة القدم واللجنة الأولمبية الليبية وحياته العسكرية. وتردد أنه يجمع بين هذه المصالح في بعض الأحيان ويستخدم القوات الخاضعة لسيطرته للتأثير على الصفقات التجارية، وتابعت البرقية أن عائلة القذافي تسيطر على مساحات كبيرة من الاقتصاد في ليبيا، إلى درجة أن أبناءها يحاربون بعضهم البعض أحياناً للحصول على فرص مربحة، وتردد أن خلافاً نشب بين محمد والمعتصم والساعدي على امتياز شركة «كوكا كولا». واستثمر سيف الإسلام عام 2009 ما قيمته 21.9 مليون دولار في مجمع فندقي في مدينة «لاكويلا» الإيطالية التي شهدت زلزالاً مدمراً عام 2009، وأشارت صحيفة «فايننشال تايمز» الأمريكية إلى أن ناشطين ضد الفساد «طالبوا السلطات المالية الأجنبية بالتحقيق في ثروة عائلة القذافي، والتي أشرفت أيضاً على استثمارات ضخمة في الخارج وتحكمت بالقطاع الخاص في ليبيا».