قالوا إنّ «توني بلير» رئيس الوزراء البريطاني الأسبق يقرأ القرآن الكريم كل يوم، لفهم بعض الأمور التي تحدث في العالم، وليطّلع بشكل أفضل على الدين الإسلامي لتسهيل عمله كمبعوث للجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط. إنّ الجميع يتساءل هل تلك الحجج التي قدّمها السيد بلير كافية وحدها للإقناع، أم أنّ وراء فعل القراءة أسرارا أخرى لا يريد الزعيم العمالي السابق الإفصاح عنها؟ هيا بنا نحاول النحت في تلك الحجج لنفهم بأدواتنا لماذا يقرأ السيد بلير القرآن الكريم كل يوم، سنجد أولا أنه اعتراف ضمني بأنّ كتاب الله هو المفتاح الوحيد لفهم الشخصية الإسلامية، وسنجد ثانيا أنّ كل المسلمين والعرب الذين يتغنون بالانتماء إلى تيارات فكرية تصنّف في خانة الحداثة وما بعد الحداثة وما بعد بعد الحداثة يبقون بالمنطق الغربي ينتمون للفكر وللحضارة الإسلامية الشرقية، وسنجد ثالثا أن السيد بلير شخص محترف ومحنّك سياسيا يبني مواقفه من خلال فعل القراءة كأداة منهجية رئيسية لفهم كل المعادلات المعقدة، وسنجد رابعا كيف هو «الغربي» غير متقوقع فكريا، وكيف هو يبحث دائما عن الحقيقة في ثقافات وأديان الآخر ليتسنى له فهمه جيدا، ومن ثّم إفحامه بالحجة وبالدليل القاطع، وسنجد خامسا أن السيد بلير يريد توجيه رسالة دبلوماسية راقية لكل المسلمين مفادها أن «الغربي» رجل حوار وحضارة وأنه يحترم الدين الإسلامي العظيم..وسنجد سادسا وسابعا وثامنا..ووو... أن الفرد المسلم يعيش في مغارة التخلف لأنه لا يقرأ..ولا يريد أن يقرأ...رغم أنّ الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز «إقرأ بسم ربك الذي خلق..». (هل فهمتم لماذا هي بريطانيا دولة عظمى؟...أكيد نعم).