نال عرض "ذاكرة لا تنسى" لفرقة حسن الحسني للثقافة والفنون لمدينة سدارتة بسوق أهراس الجائزة الأولى للمهرجان الوطني لأوبرات الشباب الذي اختتمت فعاليات طبعته الأولى مساء أول أمس بدار الثقافة مبارك الميلي لميلة. ويقدم العرض الذي يدوم ساعة و10 دقائق كرونولوجيا لتاريخ وكفاح الشعب الجزائري ضد كل أنواع الغزو والقهر الاستعماريين على حد تعبير مخرج الأوبرات الشاب فؤاد روايس. العمل الذي قدمته فرقة حسن الحسني أنجزته مجموعة من 17 ممثلا وممثلة وحظي بتجاوب كبير من الجمهور وقبول لجنة التحكيم لما أبرزه من احترافية وسينوغرافيا جميلة واكبت جميع مراحل تاريخ الجزائر عبر مشاهد وألوان تنم عن قدرات إبداعية هامة. وقد تأسست جمعية حسن الحسني للفنون والثقافة سنة 1993 تكريما لمشوار الممثل الجزائري الفكاهي المعروف فنيا باسم ''بوبقرة'' كما تعد نفسها حسب ما يقوله المخرج روايسية امتدادا لتاريخ المسرح والأدب الجزائريين من خلال ابن المدينةوالجزائر قاطبة كاتب ياسين صاحب رائعة "نجمة" وأعمال أخرى كثيرة ترجمت إلى كثير من لغات العالم. ونزولا عند رغبة الحضور قدمت الفرقة الفائزة مقطع من عملها الفني الذي يضاف إلى أعمال أخرى سبق تقديمها للجمهور مثل "ابتدأ الدرس"، "فهمان ونعسان"، "حوار مع الموت"، كما تستعد الفرقة لتقديم أوبرات جديدة بعنوان "تلمسان أيتها اللؤلؤة." وقد احتلت الرتبة الثانية في هذا المهرجان الذي نظمته مديرية الشّباب والرياضة بمشاركة فرق من 18 ولاية فرقة دار الشباب لبريزينة من ولاية البيض التي تألّقت بعرض "رجال الغد" بالرغم من نقص الإمكانيات فيما عادت الرتبة الثالثة لفرقة من ولاية بجاية التي قدمت أوبرات بعنوان"1954-1962) وشهد هذا المهرجان الذي شاركت فيه فرقتان من ولاية ميلة نجاحا جماهيريا إلى جانب تحكم في التنظيم بينما أشارت لجنة التحكيم التي قادها عبد السلام حداد إلى تفاوت في المستوى الفني بين فرق اتسمت أعمالها بالاحترافية وأخرى ما زالت لم تكتسب بعد أدوات الإقناع والإبداع كما أشار لذلك حداد. ومن جهته دعا عمار لزعر أحد أعضاء لجنة التحكيم إلى أهمية ترسيخ جانب التكوين في هذا الصنف من المسرح عن طريق إنشاء معهد للأوبرات والمسرح.