أكد المدير العام للديوان الوطني لاستغلال الأملاك الثقافية والمحمية «عبد الوهاب زكاغ» أنّ المرسوم الخاص بالمخطط الدائم لحماية قصبة الجزائر سيصدر قبل نهاية نوفمبر، مشيرا إلى أنّ 140 مالكا تعرضت منازلهم للإتلاف، قد تقدموا أمام الديوان بملفات، بغرض بيع منازلهم للدولة أو المطالبة بمساعدة مالية لترميمها أو طلب إعادة إسكانهم. وأضاف المسؤول أنه بإمكان الدولة مساعدة المالكين “الحقيقيين” ماليا بنسبة 80 بالمائة، للقيام بأشغال الترميم من خلال صندوق التراث، موضحا أنّ استقبال الملفات لا يزال مفتوحا، في الوقت الذي تبقى عدة بنايات عتيقة من قصبة الجزائر، المعلم المصنف عالميا، مهددة بالانهيار، في حين لم يصدر بعدُ المرسوم التنفيذي الذي يمكن من مباشرة ترميمها. كما أشار «زكاغ» إلى أنّ أشغال ترميم منازل المالكين الذين تقدموا بملفات ستنطلق في جانفي 2012، تزامنا مع المرحلة الثانية للأشغال الاستعجالية للمخطط، وأوضح أنه أثناء أشغال ترميم المدينة العتيقة التي تتربع على 100 هكتار، ويقطن بها 50 ألف نسمة، سيتم إسكان القاطنين مؤقتا بسكنات أخرى. وفي هذا الصدد، أشار الأمين العام لجمعية مالكي عمارات القصبة “أحمد وعدة” أنّ الكثير من المنازل التقليدية للقصبة العتيقة التي بنيت ما بين القرنين ال18 و19 تشكل محل نزاع قانوني بين الوارثين، إضافة إلى مشكل تحديد المالكين الحقيقيين، موضحا أنّ هذه الوضعية تمثل إحدى العوامل المعرقلة لعملية إطلاق أشغال الترميم، بحيث صرح في هذا الشأن «لقد أكدنا دائما بصفتنا جميعة أنّ أشغال الترميم لا يمكنها أن تبدأ إلا إذا كانت البناية في وضعية قانونية بحيث طالبنا بمراجعة للملكية للتحديد المالكين الحقيقيين». ومن جهته لم يجد رئيس مؤسسة القصبة “بلقاسم باباسي” تبريرا للتأخير المسجل في إطلاق أشغال الترميم، بالرغم من توفر كل الظروف، وللإشارة قال «باباسي» أنه حان الوقت للشروع في أشغال الترميم إذا ما أردنا أن نحمي حقا هذا التراث، وأن نجعل منه موقعا سياحيا بالدرجة الأولى، كما أضاف أنه لا يوجد أي مانع يعرقل انطلاق الأشغال لا سيما وأنّ أشغال الدعم قد انطلقت منذ سنتين، واعتبر رئيس مؤسسة القصبة الذي آثار مشكل الملكية أنّ أغلبية المالكين غير مهتمين بعملية الترميم، في حين أنّ مساعدتهم تعد ضرورية. وذكر بأنّ 420 بناية من بين 1200 تم إحصاؤها سنة 1962 قد انهارت، تاركة مساحات شاغرة، مضيفا أنّ 50 بالمائة من بين 780 بناية متبقية توجد في حالة جيدة، في حين أنّ النصف الآخر بحاجة إلى ترميم.