استمع منتدى حقوق الإنسان الذي انعقد بمنطقة سانتاندير التابعة لإقليم الباسك الإسباني لمجموعة من الشهادات التي قدمها عدد من السجناء السياسيين الصحراويين القادمين من المناطق المحتلة. وتأثر الحضور بالشهادة المعبرة عن آلام ومعاناة المرأة الصحراوية داخل المخابئ السرية المغربية، حيث يتم التعذيب وإساءة المعاملة بطرق وحشية حتى ضد النساء الحوامل اللواتي أسقطن حملهن بسبب التعذيب وضد امرأة كانت تتزين وتستعد لزواجها فإذا بها تزف إلى الزنازين المرعبة بدل زفها لزوجها، كما أوضحت «سوكينة جدهلو» في مداخلتها. وأدلت المدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان «سكينة جدهلو» رئيسة منتدى مستقبل المرأة الصحراوية، بشهادة مؤثرة حول اختطافها مرتين من طرف السلطات المغربية حيث قضت في الاختفاء القسري مدة تجاوزت 12 سنة عانت خلالها من التعذيب وسوء المعاملة ومن الابتعاد مرغمة عن عائلتها وأبنائها، الذين كان أصغرهم لا يتجاوز 5 أشهر، والذي وبمجرد أن بات ينسجم معها إلى جانب باقي إخوانه كأم ويحس بدفئها وحنانها، فوجئ مرة أخرى بابتعادها عنه بعد أن قامت السلطات المغربية مجددا باختطافها سنة 1992، حيث قضت سنتين بالمخبئ السري البسيسييمي بالعيون المحتلة تعرضت خلالها، رفقة مجموعة متكونة من 84 مختطفة ومختطفا، لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي ولسوء المعاملة بشكل أدى إلى إصابة الأغلبية منهم باضطرابات نفسية و عقلية و صحية لا زالت تتعقب جلهم حتى الآن. في حين سرد المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان «إبراهيم دحان» رئيس الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية، تجربته هو الآخر في الاختفاء القسري الذي طاله لمدة 4 سنوات بنفس المخبئ السري، مبرزا التعامل الوحشي لعناصر الشرطة المغربية، كما تحدث عن اعتقاله التعسفي الذي جاء مرتبطا بتداعيات مقتل الشهيد الصحراوي «حمدي لمباركي» من طرف عناصر الشرطة بساحة عمومية وإحالته على السجن المحلي (لكحل) بالعيون المحتلة الذي كان سجنا خطيرا وسيئا ومخيفا.